ميليشيات الحوثي الانقلابية

نجح رئيس البعثة الأممية في محافظة الحديدة اليمنية، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وكبير المراقبين الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، في إنشاء وتثبيت رابع نقاط مراقبة وقف إطلاق النار، أمس الثلاثاء، في القطاع الجنوبي من المدينة.

وأكدت مصادر يمنية أن عناصر الجماعة الموالية لإيران لم يقوموا بتفكيك حقول الألغام، وهو ما اضطر الجنرال الهندي إلى سلوك طرق وعرة للوصول إلى جنوب المدينة حيث المطار المجاور لقرية “المنظر” التي حملت نقطة المراقبة اسمها.

وكان الجنرال الأممي عقد السبت الماضي اجتماعًا ثلاثيًا ضم ممثلي الجانب الحكومي والميليشيات الحوثية، وتم على إثره إنشاء أول نقطة للمراقبة شرقي مدينة الحديدة، ليتوالى إنشاء النقاط الأخرى خلال الأيام اللاحقة.

اقرأ أيضًا:

مسلحون مجهولون يغتالون جنديا في قوات الجيش اليمني في مدينة تعز جنوب غربي البلاد

وأوضح المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي وضاح الدبيش لـ”الشرق الأوسط” أن الجنرال الهندي جوها، واللجنة المشتركة اختاروا أمس موقع النقطة الأخيرة للمراقبة بعد جهد كبير نظرًا لحقول الألغام الحوثية المنتشرة في المحيط.

وكان العميد الركن أحمد الكوكباني، نائب رئيس فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، أوضح في وقت سابق لـ”الشرق الأوسط” أن إنشاء هذه النقاط يضع آلية وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة بصورة أفضل.

وأضاف: “إذا نجحت هذه الخطوة في وضع النقاط الأربع بمدينة الحديدة بمشاركة الطرفين (الشرعية والحوثيين)، يمكن للطرف الثالث، الأمم المتحدة، من نزولها ليكون مراقبة تثبيت وقف إطلاق النار من الأطراف الثلاثة؛ الحكومة الشرعية، الأمم المتحدة، والحوثيين”.

وأشار الكوكباني إلى أن عملية وضع هذه النقاط تتم بحضور وإشراف الجنرال الهندي أبهيجيت جوها رئيس البعثة الأممية بالحديدة، مبينًا أن النقاط هي الصالح، المثلث، منظر، وكيلو 16. وتابع: “تأخر وضع هذه النقاط نحو شهرين بعد تعيين رئيس جديد للبعثة الأممية في الحديدة، وهو الجنرال الهندي أبهيجيت جوها”.

وحول سؤاله عن وضع ميناء الحديدة والإجراءات المزمع اتخاذها حياله، قال العميد أحمد الكوكباني: “بالنسبة لميناء الحديدة، لا يوجد أي جديد، ما زال تحت الانسحاب الأحادي الذي أسميناه مهزلة، ولذلك لا بد أن يجرى تفتيش وتحقق من الأمر”.

ولم يخل تثبيت نقاط المراقبة الأربع من العراقيل الحوثية وإطلاق النار على مدى الأيام الماضية، غير أن مراقبين يرون أن نجاح الجنرال الهندي في إنشاء النقاط، قد يكون بداية لتنفيذ ما بقي من خطوات إعادة الانتشار بموجب اتفاق استوكهولم.

وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، فإن النقاط الأربع للمراقبة تغطي 4 قطاعات في المدينة، الأول يشمل مثلث “كيلو 8” ويضم مواقع “سيتي ماكس حتى شارع الخمسين، والاتحاد حتى مطاحن البحر الأحمر”

أما القطاع الثاني فيشمل منطقة “كيلو16” ويضم مواقع عقد النصر وكيلو 16، وجنوبًا يشمل مواقع “حوش البقر والزعفران”، في حين يغطي القطاع الثالث شرق مدينة الصالح وكلية الهندسة والخبت حتى مزرعة الحاشدي، وصولًا إلى “كيلو 16”. وبحسب المصادر نفسها، يضم القطاع الرابع الذي يتبع نقطة “المنظر” جنوب المدينة، ويشمل مواقع المطارين العسكري والمدني والدوار وجامعة الحديدة.

وكانت لجنة إعادة الانتشار المشتركة، برئاسة الأمم المتحدة في الحديدة، استطاعت أن تجمع الطرفين خلال 6 جولات من اللقاءات من أجل تنفيذ الاتفاق، غير أنها لم تقطع أي شوط يعتد به باستثناء الهدنة الهشة التي رافقتها آلاف الخروق منذ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي تعيين الجنرال الهندي في المنصب، بعد انتهاء فترة الدنماركي لوليسغارد، أملًا أن ينجح في استكمال تنفيذ الاتفاق وتثبيت وقف إطلاق النار وإنجاز المرحلة الثانية من إعادة الانتشار وصولًا إلى تحقيق اختراق في الملفات الأكثر تعقيدًا، وهي الأمن والموارد والسلطة المحلية.

وعلى الرغم من مزاعم الميليشيات الحوثية أنها أنهت أكثر من 90 في المائة من التزاماتها المتعلقة باتفاق الحديدة، فيما يخص إعادة الانتشار في المرحلة الأولى، فإن الحكومة الشرعية تؤكد أن انسحاب الجماعة من موانئ الحديدة الثلاثة المعلن عنه كان صوريًا فقط نظرًا لأن الجماعة قامت بتسليم الموانئ لعناصرها أنفسهم بعد أن ألبستهم زي قوات خفر السواحل.

وتمثل ملفات السلطة المحلية وقوات الأمن المحلية وموارد الموانئ أهم أبرز 3 نقاط حالت حتى الآن دون تحقيق أي تقدم ملموس لتنفيذ اتفاق الحديدة المتعثر منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتأمل الأمم المتحدة أن تقود خبرة الجنرال الهندي جوها، البالغة نحو 39 عامًا من العمل العسكري على المستوى الوطني في بلاده والدولي، إلى المساعدة في تفكيك عقد الملف الشائك في اليمن.

وفي الوقت الذي تتهم الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بالاستمرار في التصعيد الميداني في جبهات الحديدة كافة، يسوق الحوثيون اتهامات مماثلة، مع مزاعمهم بأنهم انسحبوا من موانئ الحديدة.

قد يهمك ايضاً :

عشرات القتلى في صفوف الميليشيات الحوثية جراء غارات لطيران "دعم الشرعية"