واشنطن-مصر اليوم
أكّد مسؤولان أمنيان عراقيان أن وابلا من الصواريخ أصاب معسكر التاجي، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها القاعدة التي تستضيف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لهجوم هذا الأسبوع، وتحدث المسؤولان، السبت، بشرط عدم الكشف عن اسميهما التزاما باللوائح.
وقال المسؤولان إن أكثر من 10 صواريخ سقطت داخل القاعدة، بعضها أصاب مناطق التحالف بينما سقط البعض الآخر على مدرج تستخدمه القوات العراقية.
وكان الهجوم غير عادي لأنه وقع خلال النهار، وعادة ما وقعت الاعتداءات السابقة على القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية خلال الليل.
ردا على هجوم الأربعاء، شنت الولايات المتحدة سلسلة من الغارات الجوية على قواعد ميليشيات في جميع أنحاء جنوب العراق، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة من قوات الأمن العراقية ومدني.
وذكرت مصادر للعربية والحدث أن القصف استهدف الجانب العراقي من قاعدة التاجي، مضيفة أنه تم العثور على منصة إطلاق الصواريخ في منطقة أم العظام في بغداد. وذكرت العمليات المشتركة إصابة إثنين من قيادة الدفاع الجوي في استهداف القاعدة.
وقُتل ثلاثة جنود، بينهم أميركيان، عندما تعرضت القاعدة لهجوم هو الأكثر دموية للقوات الأميركية في العراق منذ هجوم صاروخي في أواخر ديسمبر/كانون الثاني على قاعدة عراقية أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وأطلق سلسلة من الهجمات الثأرية التي جعلت العراق على شفا الحرب.
كان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم "داعش" أعلن، الأربعاء، مقتل 3 عسكريين بهجوم صاروخي على معسكر في العراق، وإصابة أكثر من 10 آخرين، معلناً في بيان عن سقوط حوالي 18 صاروخ كاتيوشا على القاعدة العسكرية.
وجاء في البيان: "يتحرى التحالف وقوات الأمن العراقية ما حدث" في هجوم عندما سقط أكثر من 15 صاروخاً على معسكر التاجي شمال العاصمة بغداد الأربعاء.
وأعلن الجيش العراقي في وقت سابق، أن 10 صواريخ كاتيوشا سقطت، الأربعاء، على قاعدة التاجي التي تؤوي جنوداً أميركيين، في هجوم هو الثاني والعشرين من نوعه الذي يستهدف مصالح أميركية عسكرية في العراق منذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر.
أدان الجيش العراقي الغارات الجوية قائلاً إنها تنتهك سيادة البلاد، وقد تنهي تخفيفا في حدة التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والعراق التي وصلت إلى ذروتها بعد اغتيال سليماني على الأراضي العراقية، وقال البيان "إن ذريعة أن هذا الهجوم جاء ردا على العمل العدواني الذي استهدف معسكر التاجي هي زور، وسيؤدي إلى تصعيد بدون تقديم أي حلول للسيطرة على الوضع".
كان رئيس الوزراء العراقي المؤقت عادل عبد المهدي قد أمر بالفعل بإجراء تحقيق في الهجوم الصاروخي على معسكر التاجي، واصفا إياه بأنه "تحد أمني خطير وعمل عدائي".
وقالت الرئاسة العراقية إن الانتهاكات المستمرة للسيادة تشكل "إضعافا خطيرا" لقدرات الدولة في وقت تواجه فيه البلاد تحديات غير مسبوقة سياسيا واقتصاديا ووباء فيروس كورونا.
وشنت الولايات المتحدة سلسلة غارات جوية على قواعد ميليشيات في جميع أنحاء جنوب العراق، ما أسفر عن مقتل خمسة من قوات الأمن العراقية ومدني.
كانت القيادة المركزية الأميركية حذرت إيران، الجمعة، "من تهديد قواتنا أو حلفائنا"، مشددة على أنها لديها الإرادة للرد على أي هجمات تستهدف القوات الأميركية، مشددا على أن الهجمات الأميركية بالعراق "رسالة لإيران".
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية: "لن نسمح لكتائب حزب الله العراقي باستهدافنا"، مضيفاً: "لدينا اتصال وثيق بالسلطات والاستخبارات العراقية"، مؤكداً أن الإجراءات الأميركية في العراق دفاعية الطابع. وأضاف أن "واشنطن تشاورت مع العراق في أعقاب الهجوم.. كانوا يعلمون أن الرد آت".
واشنطن لن نترك العراق
خلال الساعات التي أعقبت الهجوم على معسكر التاجي في العراق، ظهرت مؤشرات كثيرة على أن الأميركيين لن يسكتوا على الهجوم، فقد أوقع هذا الهجوم ليل الأربعاء الخميس قتيلين أميركيين وثالثا بريطانيا.
ففي صباح الخميس، كان قائد المنطقة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي يتحدّث إلى أعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، وأشار بوضوح إلى أن "كتائب حزب الله" هي التنظيم الوحيد الذي يملك القدرات على شنّ هذه الهجمات.
تبعه وزير الدفاع مارك إسبر ليقول من البنتاغون إن "الولايات المتحدة لن تتسامح مع الهجمات على شعبها ومصالحها أو أصدقائها"، وأضاف أن كل الخيارات على الطاولة وأنه تحدّث إلى الرئيس دونالد ترمب وحصل على "تفويضه للقيام بما هو ضروري".
العاملون في الإدارة الأميركية كانوا أيضاً يتصرفون خلال تلك الساعات بحذر شديد، وبعض ما فعلوه كان تأجيل إعلان مواقف من الأوضاع في العراق ومن إيران إلى وقت لاحق، وتزامن كل هذا مع تلقي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الإيجاز الاستخباراتي الأسبوعي.
بعد ساعات فقط شنّت القوات الأميركية هجوماً على "كتائب حزب الله العراقي"، وبدا كل شيء كأنه ردّ على الهجوم.
وأوضح مسؤول أميركي "أنه ردّاً على الهجمات المتتالية من قبل المجموعات المدعومة من إيران، أصدر الرئيس الأميركي أوامره للقوات الأميركية بضرب 5 مخازن أسلحة تابعة لكتائب حزب الله لإضعاف قدرة هذه المجموعة بشكل كبير على شنّ هجمات في المستقبل".
ويتضح من كلام المسؤول الأميركي أن الرئيس ترامب يأخذ المسؤولية المباشرة عن هذا الردّ الأميركي، وليس وزير الدفاع أو القادة الميدانيين، كما شدّد المسؤول الأميركي على أن "الرئيس كان واضحاً أننا لن نقبل هجمات النظام الإيراني على الأميركيين أكان ذلك في العراق أو في أي مكان آخر، أكانت تلك الهجمات مباشرة أو على يد وكلاء النظام الإيراني".