القاهرة - مصر اليوم
أكّد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، الأربعاء، على أن القضية الفلسطينية تتعرض لتهديدات غير مسبوقة، إذ ما زالت الإدارة الأميركية تُصر على اتخاذ جملة من المواقف المنحازة والقرارات المُجحفة التي توشك أن تقضي على أي فرصة لتطبيق حل الدولتين دون أن تطرح بديلا مقبولا أو معقولا.
وقال أبوالغيط، خلال فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني الأربعاء، إن "الولايات المتحدة سعت خلال العام الماضي إلى تغيير معالم حل الدولتين وتقويض ثوابته بسحب قضيتي القدس واللاجئين من على طاولة التفاوض، عبر نقل سفارتها للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ثم إيقاف دعمها للأونروا"، وأكد أن "هذه الخطوات لن تغير من ثوابت القضية شيئا، وهي تظل خطوات معزولة لا تحظى بأي إجماع أو توافق دولي، بل إن دول العالم المختلفة سارعت إلى إعلان تمسكها بالمرجعيات القانونية وبمقررات الشرعية الدولية في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس العام الماضي ثم سعت الكثير من الدول الصديقة، ولها كل الشكر والتقدير إلى سد الفجوة التمويلية في موازنة الأونروا لكي تظل مدارسها ومشافيها مفتوحة أمام ملايين اللاجئين"، وقال إن "الرسالة جلية، والإرادة الدولية في دعم الحق الفلسطيني واضحة وساطعة لا بديل عن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف أبوالغيط: "ومن هنا، وفي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أوجه نداء إلى هذا العدد المحدود من الدول التي يتحدث مسؤولوها وسياسيوها، بين الحين والآخر، عن احتمال نقل سفارات بلادهم إلى القدس مثل البرازيل، وجمهورية التشيك، وأستراليا، نقول لهم إن هذه الخطوة تُخالف القانون الدولي، وتُلحق ضررا بالغا بصورة هذه الدول لدى الرأي العام العربي، وبعلاقات هذه الدول بكل الدول العربية على مختلف الأصعدة والمستويات، فضلا عن كونها خطوة لا تُساعد في تحقيق السلام المنشود بل في تعميق العداوة والكراهية".
وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي بلغ حدا غير مسبوق من الاجتراء على أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني حتى صار يتبنى، علنا وبلا شعور بالعار، منظومة كاملة من الفصل العنصري، لم يخجل أن يجعل لها قانونا سموه "قانون القومية" الذي يتجاهل حقوق أكثر من مليوني فلسطيني من فلسطيني الداخل، ويقصر حق تقرير المصير على اليهود دون غيرهم، بالإضافة إلى مخططات تهويد القدس وإفراغها من سكانها حصارا وتهجيرا، وإحكام منظومة الاستيطان في الضفة الغربية توسيعا وترسيخا ليعيش الفلسطينيون داخل كانتونات معزولة تُذكر بأسوأ نظم العزل والفصل العنصري التي عفى عليها الزمن، وتجاوزتها الإنسانية".
وقال أبوالغيط إن "سكوت العالم على هذه الجرائم اليومية هو عارٌ حقيقي وما نلمسه من بعض الشركات العالمية مؤخرا من التوجه الجدي إلى مقاطعة الاستثمار والعمل في المستوطنات هو أقل ما يمكن عمله لرفض هذا الواقع اللاإنساني والتبرؤ منه".
وأكد أن "القضية الفلسطينية هي قضية عربية مركزية والقمة العربية الأخيرة اتخذت من القدس عنوانا لها ولن يقرر مصير الفلسطينيين طرف سواهم لكن عليهم أن يوحدوا كلمتهم عبر انخراط جاد ومسئول في مصالحة تنهي هذا الانقسام الذي أضر بالقضية وصورتها".
وأحيت الجامعة العربية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية وعلى الدعم والتضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.