أبو ظبي ـ سعيد المهيري
أكدت الإمارات و فرنسا، الجمعة، التزامهما بدعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.وشدد البلدان، في بيان مشترك، على أن "العمليات السياسية وبناء جسور التواصل من خلال الحوار لا تزال تمثل السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة للصراعات والنزاعات".وشدد الجانبان على أن "الربط بين الاستقرار والازدهار يمثل أولوية من أجل تحقيق السلام والأمن الإقليميين".وأشار الجانبان إلى أن "الإنجازات الاستثنائية التي تحققت من خلال الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا في السنوات الثلاثين الماضية، وتأكيد التزامهما بتعزيز هذه العلاقة وتمهيد سبل جديدة لمستقبلها".وذكر البيان المشترك الذي أصدرته الإمارات والفرنسية بمناسبة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الإمارات، أن الرئيس ماكرون هنأ الإمارات بمناسبة "عيد الاتحاد الخمسين" ويوبيلها الذهبي والذي يوافق الثاني من شهر كانون الاول/ ديسمبر.وبحسب البيان، فقد ثمن الرئيس ماكرون الإنجازات التي حققتها الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية، إضافة إلى تقديمه التهنئة بمناسبة اختيار الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف "كوب 28" في 2023.وشددت الإمارات وفرنسا على أهمية اغتنام هذه الفرصة للعمل معاً في التصدي للتهديد العالمي الذي يشكله التغير المناخي.بالإضافة إلى الانتهاء من تنفيذ قواعد اتفاق باريس والحشد المالي للدول النامية الأكثر تأثراً بالتغير المناخي.وأشار البيان إلى أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أعرب عن التطلع إلى العمل بجانب فرنسا ومع المجتمع الدولي للدفعبالجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي وحماية البيئة، إضافة إلى خلق مستقبل اقتصادي أكثر استدامة.
وأكد البيان التزام البلدين بتوجيه الجهود نحو دعم الدول النامية لتحقيق أهداف اتفاق باريس إضافة إلى زيادة الدعم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" وللتحالف الدولي للطاقة الشمسية.
كما أعرب البلدان عن رغبتهما بالعمل جنباً إلى جنب خلال فترة عضوية الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة "2022-2023"، وخلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي، مع التركيز على عدد من الأولويات منها تعزيز الاستقرار والسلام والازدهار وتمكين المرأة والاستفادة من إمكانيات الابتكار التكنولوجي.ونوه البيان بالإنجازات الاستثنائية التي تحققت من خلال الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في السنوات الثلاثين الماضية، وتأكيد التزامهما بتعزيز هذه العلاقة وتمهيد سبل جديدة لمستقبلها.ولفت إلى أن "إحدى أهم مرتكزات هذه الشراكة الاستراتيجية هي اتفاقية الدفاع الموقعة في عام 1995 والتي تم تجديدها في عام 2009، والتي ساهمت بشكل كبير في تحقيق الأولويات الأمنية الإماراتية والفرنسية، من خلال تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعزيز الأمن البحري، وتمكين مواجهة الإرهاب، ولا سيما ضد تنظيم داعش".
وأكد الجانبان مجددا على تعزيز هذه الشراكة، من خلال إمداد فرنسا القوات الجوية الإماراتية بثمانين طائرة مقاتلة من طراز "رافال" لسرب القوات الجوية الإماراتية.إضافة إلى 12 طائرة هليكوبتر من طراز "كاراكال"، بما يشمل التسليح والتدريب وقطع الغيار - ويبلغ إجمالي قيمة هذه العقود 16.6 مليار يورو.واتفق الجانبان على تعميق التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهاب والتطرف.وأكد الجانبان، في هذا الصدد، على أهمية تعزيز قيم السلام والاعتدال والتعايش والتسامح بين الشعوب.وأضاف البيان أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هنأ الرئيس ماكرون بنجاح المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي عقد في باريس مؤخرا.وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره للمبادرات الدبلوماسية الفرنسية المختلفة في المنطقة وأثرها الإيجابي على تشجيع الحوار وخفض التوترات.وأعرب الجانبان عن أملهما في نجاح تنظيم الانتخابات الليبية في الإطار الزمني المتفق عليه، وانسحاب جميع المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية من ليبيا.وذكر البيان أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفرنسي أكدا التزامهما بدعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.وشدد الجانبان على أن "العمليات السياسية وبناء جسور التواصل من خلال الحوار لا تزال تمثل السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة للصراعات والنزاعات".
وتطرق البيان إلى موضوع محادثات البرنامج النووي الإيراني، وأهمية التوصل إلى حل تفاوضي.ونوه البيان بـ"رؤية الإمارات حول التركيز على خفض التصعيد والتعاون لتحقيق الرخاء المشترك في المستقبل".وجدد الرئيس ماكرون تهانيه إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأهمية "الاتفاق الإبراهيمي" كونه خطوة جريئة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.وأشار البيان إلى "نجاح متحف اللوفر أبوظبي كونه الرمز الرئيس للتعاون الاستراتيجي الثقافي بين البلدين والإرث الدائم للعلاقات الثنائية الوثيقة".وفي هذا الشأن رحبا بتمديد الاتفاق الحكومي الذي يرسخ تطوير هذا المتحف الفريد في المنطقة في المستقبل، كما دعا الجانبان إلى تنفيذ مشاريع جديدة لدفع التعاون الثقافي قدمًا.وأكد البلدان على أهمية الاتفاقيات التي وقعها الجانبان بقيمة تزيد على 15 مليار يورو لتعزيز الشراكة الاستثمارية الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا.وتستهدف القطاعات ذات الأولوية والمصالح المشتركة، بما في ذلك القطاعات المحددة في البرنامج الاقتصادي "فرنسا 2030"، كالطاقة المتجددة، والابتكار والتكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة.
ووقعت شركة مبادلة للاستثمار وشركة "بي بي آي فرانس" تمديداً لبرنامج الاستثمار المشترك بينهما بمبلغ إجمالي قدره 4 مليارات يورو، سيتم توظيفه بما يتماشى مع الاستراتيجية الحالية لكل من الصندوق الفرنسي الإماراتي وشراكة الابتكار.كما وقعت شركة مبادلة للاستثمار مذكرة تفاهم مع وزارة الاقتصاد والمالية والانعاش الفرنسية، للاستثمار في الصناديق الفرنسية بقيمة إجمالية تبلغ 1.4 مليار يورو.ووقّعت وفق البيان كل من شركة "مصدر"، وهي واحدة من أسرع الشركات نموًا على مستوى العالم في قطاع الطاقة المتجددة، وشركة "إنجي"، وهي شركة عالمية رائدة في إنتاج الطاقةمنخفضة الكربون، اتفاقية تحالف استراتيجي لتطوير مشروع مشترك في الهيدروجين الأخضر بالإمارات.كما تسعى الشركتان إلى تطوير مشاريع في المنطقة بقدرة لا تقل عن 2 جيغاواط بحلول عام 2030، بإجمالي استثمارات يصل إلى حوالي 4.4 مليار يورو.ووقعت " القابضة" - ADQ - من خلال الشركات التابعة لمحفظة أعمالها، اتفاقية استثمار مع وزارة الاقتصاد والمالية والإنعاش الفرنسية تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 4.6 مليار يورو، لاستكشاف فرص الاستثمار في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والأغذية والزراعة والطاقة النظيفة وعلوم الحياة والرعاية الصحية مع فرنسا.كما وقّعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" و"توتال إنرجي" اتفاقية تعاون استراتيجي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك احتجاز وتخزين الكربون، والهيدروجين منخفض الكربون.
إضافة إلى تنمية وتطوير الكوادر البشرية، وعمليات التنقيب عن النفط والغاز في إمارة أبوظبي، وتوفر الاتفاقية الاستراتيجية إمكانية فتح فرص نمو جديدة ومستدامة لكلا الشركتين.
كما أرست "بروج" عقداً على شركة "تكنيب انيرجيز"، بالاشتراك مع شركة "تارغت انجنيرينغ"، لبناء وحدة تكسير للإيثان على مستوى عالمي لمشروع توسعة "بروج 4" في الرويس.
ويستهدف هذا المشروع أن تكون "بروج" أكبر مجمع للبولي أوليفينات في موقع واحد في العالم، ويضمن إمداداً مستداماً طويل الأمد بالمواد الأساسية للقطاعات الحيوية في كل من الإمارات والاقتصاد العالمي.وأشار البيان إلى أن "الجانبين وقعا، مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات ووزارة الاقتصاد والمالية والانعاش الفرنسية في مجال الصناعات والتكنولوجيا المتقدمة..وفي مجال الفضاء ، وقع مركز محمد بن راشد للفضاء والمركز الوطني للدراسات الفضائية "خطاب نوايا" لبحث سبل التعاون في استكشاف سطح القمر من خلال مهمة الإمارات لاستكشاف القمر "المركبة القمرية راشد - 2".ويعتزم مركز محمد بن راشد للفضاء تطوير المركبة القمرية "راشد - 2" فيما أبدى المركز الوطني للدراسات الفضائية اهتمامه بتوفير جيل جديد من معدات الكاميرات متعددة الأطياف ودعم اختبارات المركبة.
وقال البيان، إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس ماكرون أكدا على أهمية ما تم إنجازه من قبل التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع منذ عام 2018 لحماية وإعادة تأهيل التراث الثقافي في مناطق النزاع.وأكدا من جديد على التزامهما المشترك فيما يتعلق بالمؤتمر الثاني للمانحين الذي سيعقد في باريس في أوائل عام 2022.وأعربا عن دعمهما المشترك للمبادرات الصحية متعددة الأطراف مثل مبادرة "كوفاكس" و"يونيتيد".وذكر البيان المشترك أنه "إدراكاً من الإمارات وفرنسا لأهمية تعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامة ومرونة سلاسل توريد الغذاء العالمية، وتعزيز استخدام التقنيات الزراعية الحديثة والحلول الابتكارية.ووقعت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ووزارة الزراعة والغذاء الفرنسية مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في تطوير نظم غذائية مستدامة ومرنة في كلا البلدين.ولتحقيق هذا الهدف اتفقت الجهتان على تسهيل التجارة الثنائية في المنتجات الزراعية والغذائية من خلال تعزيز انسيابية سلاسل التوريد وتشجيع المستوردين والموزعين في كلا البلدين على استكشاف فرص الشراكة.كما اتفقتا على التعاون في تطوير الإنتاج الزراعي المستدام مع التركيز على الابتكار وتبني طرق الإنتاج الزراعي الحديثة.كما وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الفرنسية للكهرباء "اي دي اف" مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الهيدروجين منخفض الكربون، إضافة إلى شبكات نقل الجهد العالي، والتوطين والتصنيع.هذا إلى جانب البحث والتطوير بجانب توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة باريس يوروبليس وسوق أبوظبي العالمي، تهدف إلى تطوير التعاون في مجال الاستدامة والتكنولوجيا المالية إضافة للابتكار المالي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
البابا فرنسيس يستقبل ماكرون في الفاتيكان ويمازحه "ما زلت على قيد الحياة"
ماكرون يدعو لاجتماع أوروبي "طارئ" بعد غرق زورق في المانش ووفاة 31 مهاجراً