القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد ظهر الخميس، أنه من حق الفلسطينيين أن يكونوا شعبًا حرًا في أرضهم، وليس مِن العدل أن يمر العنف ضد الفلسطينيين دون عقاب، وللشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير والعدالة، وأن الهدف هو دولتين لشعبين، وأن هناك فرصة حقيقية للسلام. وأضاف أوباما في حديث مع شباب إسرائيل في جامعة "بن غوريون" أنه ينبغي على إسرائيل "أن تبني السلام مع الشعوب العربية، لأن السلام ضروري، وقد ولّت الأيام التي كانت إسرائيل تبرم فيها السلام مع قلة ديكتاتورية في المنطقة، وأن السلام لا ينطلق من القادة فقط، بل من الشعوب أيضًا". ودعا أوباما الفلسطينيين "أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية، وعلى إسرائيل أن تدرك أن استمرار النشاط الاستيطاني يعيق فرص السلام، وحان الوقت لكي تُطَبع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل"، معتبرًا "إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة، ولديها دعم أقوى دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأميركية". وقال أوباما مخاطبًا الشباب الإسرائيلي "ما دامت الولايات المتحدة موجودة فلستم وحدكم، وإسرائيل لن تزول أبدًا"، مكررًا مقولته "إن الولايات المتحدة هي أول دولة اعترفت بدولة إسرائيل، عند قيامها عام 1947 على أرض فلسطين". وأعرب أوباما عن ارتياحه العميق للعلاقات القائمة بين تل أبيب وواشنطن، حيث قال "إنني فخور بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية، التي باتت عليها الآن من حيث القوة والمتانة، فقد زادات المناورات العسكرية بين الجانبين، وتعززت العمليات الاستخبارية المشتركة". وقال أوباما أنه "عندما يُفكر بأمن إسرائيل، يُفكر بالنشأ (الجيل في عمر بناته)، عندما يذهبون للنوم ليلاً خوفًا من صواريخ تسقط على رؤوسهم، لأنهم إسرائيليون، وهذا دفعنا إلى مشروع القبة الحديدية، لإنقاذ حياة الألاف من الإسرائيليين، كما أكدنا مرارًا أنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، داعيًا حركة "حماس" الفلسطينية إلى "الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف"، وأضاف قائلاً "حان الوقت ليتخذ العرب خطوات نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل" معتبرًا أن "رحلة وعد دولة إسرائيل مستمرة منذ النبي موسى، وبالتالي إسرائيل متجذرة في التاريخ، ومن حقها الحرية في أرضها"، مؤكدًا أن العلاقات الأمنية بين بلاده وإسرائيل لم تكن بالقوة التي هي عليها اليوم. وأشار أوباما إلى أن "موقف إيران في المنطقة بات صعبًا أكثر من السابق، وينبغي أن يُسمي حزب الله نفسه باسم حقيقته، أي (منظمة إرهابية)، وعلى إيران أن تعرف أن الفرصة أمامها للتخلي عن سلاحها النووي لن تكون مفتوحة إلى الأبد، أو من غير حدود"، وأعاد للأذهان تفجير حافلة بلغاريا، حيث قال "إن تفجيرها جاء لسبب كونهم إسرائيليين" داعيًا "الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل، إذ أن من حق الشعب السوري أن يتخلّص من هذا الحاكم الديكتاتوري". ومن المقرر أن يتوجه أوباما وزوجته ميشيل إلى مدينة بيت لحم، لزيارة كنيسة "المهد"، التي تمثل أهمية كبيرة للشعب الفلسطيني، وللمسيحيين في المنطقة والعالم، وبذلك يختتم زيارته إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية.