الإسكندرية، الأقصر، السويس ـ هيثم محمد/محمد العديسي/سيد عبداللاه
تجمع المئات من أعضاء ومؤيدي جماعة "الإخوان المسلمين"، أمام مسجد عصر الإسلام في سيدي جابر شرق الإسكندرية، عقب صلاة الجمعة، للمشاركة في مليونية "معًا لاستكمال أهداف الثورة.. معًا لتطهير المؤسسات"، فيما قامت القوى المدنية بتنظيم مسيرات احتجاجية انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم، تحت اسم "كشف حساب مرسي"، في حين دفع "إخوان" السويس بـ 7 أتوبيسات في اتجاه القاهرة للمشاركة في فعاليات المليونية، في الوقت الذي نظم المئات من أعضاء الأحزاب والتيارات الإسلامية في الأقصر وقفة احتجاجية للمطالبة بتطهير القضاء.وردد متظاهرو الإسكندرية هتافات، منها "الشعب يريد تطهير القضاء"، و"عاش مرسي عاش والشرعية مش ببلاش"، و"لا للفساد بعد الثورة"، فيما شهدت خطب الجمعة، حرب شرسة بين الأئمة من المنتمين إلى "الإخوان" والدعوة السلفية في المحافظة، حيث دعا عدد كبير من أئمة الجماعة، المصلين، إلى مشاركة من وصفوهم بـ"المدافعين عن شرعية الشعب ضد الثورة المضادة"، مؤكدين أن القضاة بشرًا ولا يصح أن يعتبر أحدًا أنهم لا يخطئون، في الوقت الذي دعا فيه أئمة السلفيين إلى معالجة أزمات الوطن بشكل أكثر جدية واحترافية وعدم الاعتماد على التظاهرات والوقفات.وخرج المئات من النشطاء وأعضاء الحركات الثورية، في مسيرات من القائد إبراهيم، في جمعة "كشف الحساب لمرسي"، بعد 9 أشهر من حكم الرئيس في مواجهة دعوات الإخوان للتظاهر ضد القضاء، لهدف محاسبة الرئيس محمد مرسي على كل الأوضاع "الكارثية" في القانون والسياسة التي ارتكبها على مدار فترة حكمه.وقالت الناشطة في حركة "لازم"، عبير يوسف، إن فعالية "جمعة كشف الحساب"، لا يجب أن ينفرد أعضاء الجماعة في الميادين، ويحاولون السيطرة عليها، تحت شعار تطهير القضاء الذي وصفه بـ"الزائف" والذي تتخذه الجماعة كذريعة لمعاودة النزول للميادين وإلهاء الشعب المصري في قضية إخلاء سبيل الرئيس السابق.ورفضت غالبية الأحزاب والقوى الإسلامية والمدنية المشاركة في كلتا التظاهرتين، حيث أعلنت الهيئة التنسيقية للقوى الوطنية في الإسكندرية، التي تضم حركات وثيقة الصلة بـ"الإخوان"، مشاركتها في مليونية تطهير القضاء، للمطالبة بإقرار قانون السلطة القضائية، وإعادة محاكمة جميع المتورطين في قتل الثوار، بعد ما وصفوه بـ"الفاجعة" التي شهدتها الساحة السياسية من تبرئة "مجرمي الثورة" تباعًا، والعزم على استمرار المهاترات من إخراج قتلة الثوار.واعتبر عضو المكتب الإداري لـ"الإخوان المسلمين" في الإسكندرية، محمد شحاتة، أن الصراع بين الثورة والثورة المضادة وصل إلى ساحات المحاكم للقضاء على ثورة مصر، مؤكدًا ضرورة تطهير القضاء من بعض العناصر التي تشارك وتقود أحيانًا الثورة المضادة بات، فيما رفض مسؤول حزب "البناء والتنمية"، عبدالمقصود عبدالماجد، شعارات "قداسة القضاء"، قائلاً "لا قداسة لبشر، بينما القداسة لله فقط، ومن القضاة من يميل إلى أهوائهم".وتحدث نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية في الإسكندرية، الشيخ ياسر برهامي، في خطبة الجمعة في مسجد حمزة عبدالمطلب في منطقة الصباح في حي فيصل، عن الحرب المعلنة ضد الإسلام من الليبراليين والعلمانيين، مضيفًا أن "الأمة الإسلامية والوطن يمران بمرحلة صعبة حاليًا، وعلينا التكامل والتكاتف والوحدة حتى نعبر هذه الفترة ونعود مرة أخرى أمة قوية، وعلى المسلمين الاهتمام بآخرتهم والاهتمام بصلاة الفجر والتحرر من شهوة المناصب والشعارات والليبرالية، والتوجه إلى الله عز وجل وابتغاء مراضاته"، مطالبًا بالكف عن السخرية من البعض من مشايخ الإسلام، والتي وصفها بـ"إهانة الدين الحنيف".وشارك المئات من أعضاء الأحزاب والتيارات الإسلامية في الأقصر، في وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة، أمام مسجد صلاح الدين، للمطالبة بتطهير القضاء، بمحاكمة ثورية للرئيس المخلوع وكل رموز نظامه السابق، وإقرار قانون للسلطة القضائية، حيث رفع المشاركون لافتات تندد بالتناول الإعلامي لقضية مبارك، كما رددوا هتافات مثل "الشعب يريد تطبيق شرع الله"، " ثوار أحرار حنكمل المشوار"، و"إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية" .وأعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الحرية والعدالة" في السويس، المشاركة في مليونية "جمعة تطهير القضاء"، التي دعت إليها بعض الأحزاب الإسلامية، حيث دفعت بـ 7 أتوبيسات انطلقت من السويس باتجاه القاهرة، احتشد فيهم المئات من أعضاء "الإخوان" والتيارات الإسلامية.وأكدت اللجنة الإعلامية في حزب "الحرية والعدالة"، أن أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" و"الحرية والعدالة" غادروا صباح الجمعة من المحافظة، متوجهين إلى القاهرة، للمشاركة في مليونية "تطهير القضاء"، التي دعت إليها الأحزاب الإسلامية أمام دار القضاء العالي، بمشاركة عدد كبير من أعضاء الأحزاب الإسلامية والدعوة السلفية وبعض المشايخ المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي.وقد انطلقت الحافلات من منطقتين، الأولى من منطقة أول السور في حي الأربعين، والثانية من منطقة السلام في حي فيصل، في اتجاه القاهرة، للمشاركة في تظاهرات دار القضاء العالي، للمطالبة بتطهير القضاء، وإعادة محاكمة جميع أفراد النظام السابق محاكمات ثورية، عقب حصولهم على البراءة. في المقابل، نظم العشرات من القوى الشبابية والثورية في السويس، وقفة احتجاجية في ميدان الأربعين ضد جماعة "الإخوان" ولدعم الجيش المصري، والمطالبة بإسقاط حكم "الإخوان"، منددين بمليونية تطهير القضاء التي دعت إليها الجماعة، حيث حمل المحتجون لافتات تؤكد على دعم الجيش والقضاء، وأخرى تسخر من برنامج "النهضة" ونقص السولار وزيادة الفساد وانعدام الأمن و"أخونة" الدولة، مرددين هتافات معادية لـ"الإخوان"، وحمل أحد الشباب لافتة كتب عليها "لو ضد الإخوان اضرب كلاكس"، وتوقف بها في ميدان الأربعين، مما حوّل الميدان إلى زفة من "الكلاكسات"ونظم عدد من المواطنين كذلك وقفة احتجاجية في ميدان الترعة، احتجاجًا على غلاء الأسعار، مطالبين بتوفير السلع الغذائية، وتشديد الرقابة على الأسواق وعلى البيع، حيث ردد المحتجون هتافات معادية لنظام "الإخوان المسلمين"، فيما لم يتواجد أحد من أعضاء الحركات الإسلامية، أو جماعة "الإخوان" في المحافظة، حيث غادروا السويس إلى دار القضاء العالي في القاهرة صباح الجمعة، للمشاركة فيما أسموه "جمعة تطهير القضاء". كما غادرت القوى السياسية والحزبية السويس، للمشاركة في المسيرة التي دعا إليها عدد من القوى السياسية لتأييد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فيما أطلق عليه "جمعة حماية الأزهر"، وللمشاركة في مؤتمر الوحدة الوطنية الذي سينعقد في القاهرة.