القاهرة – عصام محمد
كشف مصدر مسؤول في مصلحة الأمن العام المصرية، أن أجهزة الأمن رصدت 5 حالات انتحار وعدد آخر من المحاولات التي لم تكتمل، ووقعت هذا الصيف، لطلاب وطالبات، بسبب رسوبهم في امتحانات الثانوية العامة وصفوف أخرى، في التعليم الإعدادي والثانوي.
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول له الحديث للإعلام، إلى أن في مثل هذه الحالات تقرر النيابة دفن المنتحر بعد تشريحه، وتحفظ القضية، ما لم تكن هناك شبهة جنائية في الحادثة، لأن المتهم في الانتحار هو المنتحر نفسه، على أن ترسل صورة منه لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، لدراسة الحالات والاستفادة منها في توعية المواطنين، بكيفية الحرص على أبناهم وإبعادهم عن طريق الانتحار بسبب الفشل.
وأكد المصدر أن معظم الحالات التي تم تحرير محاضر بها هي لإناث (طالبات)، وجاءت معظمها وفقا لأقوال أسرهم، أنهن دخلن في حالة نفسية سيئة للغاية بسبب رسوبهم، واستخدموا وسائل متاحة وغير معقدة في إقدامهم على الانتحار كشرب مبيد حشري أو القفز من علو.
وفي الوقت نفسه، أنقذت العناية الإلهية طالبة في الشرقية تُدعى أمنية 18 سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوي، بعد أن أقدمت على الانتحار بإلقاء نفسها في مياه بحر مويس، من أعلى كوبري الإسكان في مدينة الزقازيق، عقب تلقيها مكالمة من والدها، أبلغها برسوبها في بعض المواد بامتحان الثانوية العامة، وانتشلها أهالي، حيث تم إسعافها، وحالتها مستقرة تماماً.
وفي سوهاج، أقدم أسامة ح، 18 سنة، طالب، على إطلاق النار على نفسه، في منطقة البطن، مصاباً بطلق ناري في البطن، محاولاً الانتحار، نظراً لمروره بحالة نفسية سيئة، بعد رسوبه في الثانوية العامة. ومن جانبها قالت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي في طب عين شمس، إن من بين أسباب الانتحار، هو تصوير الآباء والأمهات لأولادهم بأن حياتهم ومصيرهم معلق بنتائج الثانوية العامة، وهو ما يسبب ضغطا عصبيا على الطالب، تظهر آثاره في حالة رسوبه، ليقدم على الانتحار ما لم يكن هناك تفهم من الأبوين، لاحتوائه وإخراجه من حالته السيئة وإقناعه بأن هناك فرصا أخرى بانتظاره.
وطالبت العيسوي الآباء والأمهات بالتدخل الفوري، للتخفيف عن أبناءهم لمزيد من الاحتواء والتفهم والقرب، لأن هذا يبعد عن تفكيرهم فكرة الانتحار أو أذية النفس".
وأشارت إلى أن الفتيات هن أكثر عرضة للصدمات، ومن السهل أن تسيطر عليهم فكرة الانتحار.