لندن - سليم كرم
أدى إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بشأن وجود حملات على المدارس الدينية في بريطانيا إلى إطلاق موجة من الشكاوى من قادة المجتمع الإسلامي بكونهم أصبحوا مستهدفين ظلمًا من قبل السياسيين.
وطالب مجلس المسلمين في بريطانيا (MCB) كاميرون بإثبات مزاعمه أمام مؤتمر حزب المحافظين عندما ادعى بأن بعض التلاميذ في هذه المدارس يتعلمون عدم الاختلاط مع الأطفال من ذوي الديانات الأخرى ويتعرضون للضرب ويتغذون على نظريات المؤامرة حول الشعب اليهودي.
وأضاف كاميرون: " يجب أن يكون لدى هؤلاء الأطفال عقول متفتحة وعدم ملئ رؤوسهم بالسم وقلوبهم بالكراهية، وفي المستقبل يجب أن تخضع المدارس وخاصة المدارس التكميلية للديانات الأخرى إلى التفتيش والرقابة".
واعترف بيان صادر من مجلس المسلمين في بريطانيا (MCB) بوجود أوجه قصور في بعض المدارس بسبب نقص التدريب والدعم موضحا أن المدارس لا تشجع على العزلة أو كراهية أتباع الديانات الأخرى.
وذكر متحدث باسم (MCB): "نأمل في إثبات هذه الإدعاءات الخطيرة من خلال الأدلة بحيث يمكننا اتخاذ الإجراءات المناسبة، نحن ندرك ضرورة التحسين والتطوير خاصة وأن العديد من هذه المؤسسات تعانى من نقص الموارد والتدريب والدعم، وفي هذا الصدد نرحب باهتمام الحكومة لتقديم الدعم، وفي رأينا ينبغي أن يتم ذلك في إطار الثقة المتبادلة والاحترام والتعاون، أما إتباع النهج الأمني سوف يخلق نوع من عدم ثقة".
وأشار تقرير صادر عن معهد أبحاث السياسة العامة (IPPR) عام 2011 إلى أن حوالي 200 ألف طفل مسلم يدرسون في 2000 مدرسة في بريطانيا، وتعرف العديد منها باسم المدارس التكميلية التي ترتبط بالمساجد، والبعض الأخر من المدارس يكون في إطار المراكز الاجتماعية أو حتى في غرف المعيشة العائلية.
ويحضر الأطفال لمدة تصل إلى ساعتين يوميا حتى سن 14 أو 15 عام وفقا ل (IPPR)، وفي حين يُقال أن العديد من المدارس يقدم مساهمة قيمة في المجتمع كشف معهد أبحاث السياسة العامة أن بعض هذه المدارس لا توفر معايير مناسبة للتدريس أو لحماية الطفل.
وزعم التقرير أن بعض المدارس لا تزال تستخدم العقاب البدني، وقام اثنين من المعلمين في الشهر الماضي في مركز برمنغهام الإسلامي بضرب تلميذ عمره 10 سنوات وسُجن المعلمان لمدة عام.
وعاقب محمد صديق وهو إمام عمره (60 عاما) وابنه الأكبر محمد وقار (24 عاما) الصبي على تقصيره في دروس الدين في مركز سباركبروك الإسلامي الملتحق بالمسجد الجامع في برمنغهام، وزعم التحقيق في عام 2011 على BBC Radio 4 وجود العديد من الانتهاكات في المدارس في بريطانيا في حوادث تعود غلى ثلاثة أعوام، وأعلنت الحكومة في أيار/ مايو العام الماضي عن مدونة سلوك طوعية لتنظيم التدريس في المدارس إلا أن الخطة لم تؤت ثمارها.
وأعرب الشيخ إبراهيم مورغا الذي يدرس في مدرسة Crown Hills في ليستر ولديه 106 طلاب تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 أعوام عن صدمته من تصريحات كاميرون ووصفها بكونها غير مسؤولة، ودعا مورغا السيد كاميرون ومجلس الوزراء بأكمله لزيارة المدرسة لمعرفة ما يقومون به، مضيفا " تؤدى المدرسة وظيفة هامة في المجتمع وليس صحيحا أنها تقوم بدور واعظ الكراهية أو تحث على التحيز أو التطرف أو الإرهاب، وإذا ما ارتكبت أي مدرسة خطأ غير قانون يجب محاسبتها".
وذكر مورغاعند سؤاله عن التفتيش على المدارس من قبل Ofsted " إنه أمر يحتاج للمناقشة بشكل عام وليس بشأن المدارس فقط، لأن ذلك يعتبر تركيز على المجتمع الإسلامي بسبب تصرفات قلة من الناس".وبيّن اشتياق أحمد من مجلس برادفورد للمساجد ولديه خمسة أبناء وستة أحفاد ومعظم تعلموا من خلال نظام المدرسة أن " أعتقد أن كاميرون تم إبلاغه بطريقة خاطئة بشأن ما يحدث في المدارس"، ورفض أحمد اتهام المدرسة في برادفورد بالتطرف حيث يتلقى حوالي 12 ألف طفل تعاليمهم الدينية من عمر 5 حتى 18 عاما.
وأضاف أحمد " لا توجد أي إشارة أن المدارس أو المساجد في برافورد تشارك مباشرة أو عد عمد في تعزيز نظرية المؤامرة أو تجعل الأطفال متشددين، نحن نعمل بشكل وثيق مع المساجد والمدارس للتأكد من إتباع السياسات والإجراءات المعمول بها، وهناك الكثير من التدريب والمعلومات بحيث يفهموا مسؤولياتهم القانونية".
واعترف أحمد بوجود العزل كعقاب للطالب، وأوضح أنه لا يعارض التفتيش، مضيفا " أعتقد أنه ليس هناك شيء نحتاج غلى إخفائه، ولكن أعتقد أن نهج الحكومة يجب أن يكون بدافع صحيح".