غياب المظاهرات واستمرار الدراسة في الجامعات المصرية

شهدت جامعات العاصمة حالة من الهدوء الحذر، اليوم الخميس، وسط إجراءات أمنية مشدّدة من قبل أفراد الأمن الإداري، وتواجد أمني مكثف خارج أسوار الجامعات من قبل قوات الأمن المركزي، وسط غياب لتظاهرات طلاب جماعة الإخوان.

ففي جامعة القاهرة، أحالت الجامعة 12 من طلاب تنظيم الإخوان، للتحقيق على خلفية أحداث العنف التي شهدها الحرم يوم الثلاثاء الماضي، كما تمكّن أفراد الأمن الإداري من القبض على طالب داخل الحرم يحمل "طبنجة صوت"، وتم تحويله للشؤون القانونية لإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة ضده.

وصرّح رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصّار -في تصريحات صحافية لـ"مصر اليوم"، أنه تم إبرام اتفاق مع شركة "الأهرام للتجارة والإلكترونيات"، لتزويد أفراد الأمن الإداري بمعدات ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، لافتًا إلى أنه تم تسليم 100 عصا بلاستكية لأفراد الأمن، والعدد قابل للزيادة، وفقًا لمتطلبات الجامعة ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم والمنشآت والطلاب، مؤكدًا أنه بعد تصاعد أحداث العنف في محيط الجامعة في الفترة الأخيرة، قررت الجامعة استخدام التكنولوجيا الحديثة لحماية طلابها ومنشآتها، موضحًا أن الجامعة تسلمت صباح اليوم الخميس، أول دفعة من حاويات عزل المتفجرات من شركة "الأهرام للتجارة والتوريدات".

 

وذكر الدكتور نصّار ، أن كاميرات الجامعة رصدت عناصر تنظيم الإخوان الذين اعتدوا على أفراد الأمن الإداري، مشيرًا إلى أن أي طالب ستُثبت إدانته سيتم فصله على الفور.

وشهدت جامعة القاهرة، اليوم الخميس، إقبالًا كبيرًا من الطلاب لحضور المحاضرات الدراسية داخل القاعات، وسط تواجد أمني مكثف من قبل قوات الأمن. ودفعت مديرية أمن الجيزة بتشكيلات أمنية في محيط الجامعة وميدان النهضة، للمشاركة في عملية التأمين، حيث تمركزت مدرعتا مكافحة شغب بالقرب من البوابة الرئيسية للجامعة، كما تمركزت 3 مدرعات وسيارتا أمن مركزي داخل ميدان النهضة.

 وانتشر أفراد وضباط الأمن على البوابة الرئيسية للجامعة، وأمام منفذ كليتي "الآداب والتجارة" ومنفذ المترو، فيما تمركزت سيارة أمن مركزي أعلى "كوبرى ثروت"، ومدرعة وسيارة حاملة جنود بالقرب من سور المترو للمشاركة في عملية التأمين، للسيطرة على الأوضاع في حال حدوث أي أعمال شغب.

وكثف أفراد أمن شركة "فالكون" من عمليات تفتيش السيارات، باستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات والكلاب البوليسية، للتأكد من عدم دخول أي مفرقعات للحرم، كما انتشر أفراد الأمن الإداري بنقاط معينة أمام الكليات وبالقرب من الأسوار، للمشاركة في عملية التأمين، تحسبًا لقيام العناصر التخريبية بأي أعمال شغب داخل الحرم الجامعي.

وفي جامعة عين شمس، غابت مظاهرات طلاب الإخوان وساد الهدوء داخل الحرم، وسط تواجد أمني مكثف أمام البوابات الرئيسية للجامعة من أفراد الأمن الإداري وشركة "فالكون".

 وانتشر عدد من أفرد الأمن الخاص بتفتيش السيارات قبل دخول الحرم الجامعي عن طريق استخدام جهاز "الفا 6" للكشف عن أى مفرقعات تثير أعمال الشغب والعنف داخل الحرم الجامعي، كما انتشر أفراد الأمن النسائي على البوابات لتفتيش الطالبات والتحقق من هوياتهن قبل دخولهن الحرم الجامعي، ومشّط الأمن الإداري الجامعة تحسبًا لوجود أى مفرقعات.

وأعلن الدكتور نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، محمد الطوخي، افتتاح مركز تنمية المهارات المهنية والتوظيفية وتأهيل طلاب الجامعة لسوق العمل وخلق وظائف لهم بعد التخرج، بالتعاون مع الجامعة الأميركية والمعونة الأميركية، بمنحة تقدر بـ7 ملايين جنيه مصري بالاتفاق مع شركات عالمية، مضيفًا أن عملية تأهيل تنمية مهارات الطلاب بهذا المركز مجانًا.

وأوضح الطوخي لـ"مصر اليوم" أن المركز سيتم افتتاحه رسميًا في أول كانون الثاني/ يناير المقبل، مشيرًا إلى أنه سيكون له فرعين، الأول في كلية هندسة، والآخر في المدينة الجامعية للطلاب.

وفي جامعة الأزهر، نعى وكيل الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، ضحايا التفجيرات الإرهابية التي حدثت أخيرًا.

 وقال -في مؤتمر صحافي عقد في الجامعة، اليوم الخميس، في حضور رئيس الجامعة الدكتور عبدالحي عزب، إن "الأزهر يدين تلك العمليات اإرهابية التي أفجعتنا ولكن ﻻ تقلقنا ﻷن اﻷزهر على يقين بأنها زائلة والقوات المسلحة تعمل على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاثه من مصر".

وأضاف "شومان" أن الأزهر يقوم بدوره في المقاومة الفكرية للأفكار المتطرفة، وأن شيخ الأزهر طالب كل القيادات الدينية بالتوجه إلى سيناء لمعرفة ما تحتاجه المنطقة من شيوخ ووعاظ ومعاهد أزهرية، مؤكدًا أن اﻷزهر يعمل على تحديث الخطاب الديني ليواكب العصر الحالي، كما عدل المناهح لتحصين الطلاب والناس من هذا الإرهاب، كاشفًا أن الأزهر سيعقد بعد شهر ملتقى عالمي يحضره كل القيادات الدينية المسلمة والمسيحية للتأكيد على أن "الإسلام برئ من هذا الإرهاب"، واصفًا جماعة "أنصار بيت المقدس" بأنهم مجموعة من المجرمين وﻻبد من توقيفهم.

وذكر رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبدالحي عزب، أن الجامعة تسابق الزمن لإنهاء عمليات الصيانة التي لم تنته بعد في المدينة الجامعية، رافضًا إعطاء مدى زمني لفتحها، واعدًا بأن يكون ذلك في أقرب وقت، نافيًا ما أشاعته بعض المواقع عن حدوث تحرش من قبل بعض أفراد الأمن في الجامعة، مؤكدًا: من يقوم بتفتيش الطالبات سيدات.

وأكد الدكتورعزب، أنه عمّم منشورًا على جميع الكليات بأﻻ يتحدث أحد باسم الجامعة، إﻻ من يحمل تصريحًا من رئيسها، مطالبًا جميع الأساتذة بالإنشغال بعملهم المكلفين به فقط، ورحب الدكتور عزب بالحكم القضائي بشأن عودة الطلاب المفصولين.

وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم الهدهد، إلى أن الجامعة بها 15 ألف أستاذ، ومن خرجوا عن النص ممن ينتقدهم الإعلام يعدون على أصابع اليد الواحدة، ومن أخطأ على الملأ عوقب على الملأ مثل الدكتور محمود شعبان.