الشابة المصرية سارة المهدي

بعيداً عن الروتين الوظيفي والعمل بالشهادات الدراسية عقب التخرج، اختارت الشابة المصرية سارة المهدي خريجة كلية الحقوق عام 2010، العمل في مجال متفرد لم ينتشر في مصر كثيراً، وهو صناعة الزهور من بودرة السيراميك.  وكانت الموهبة التي تتمتع بها سارة كفيلة بأن ترسم حديقتها الخاصة وتخرج بها إلى عالم الاحترافية، وتصبح أول فتاة مصرية تصنع الزهور من "بودرة السيراميك" في 5 دقائق فقط. "العين الإخبارية" التقت سارة المهدي، لتتعرف منها كيف تعلمت هذه الموهبة، وما أهم التحديات التي واجهتها خلال مراحل تصنيع زهور السيراميك؟ وإلى نص الحوار..

- كيف تعلمت تصنيع الزهور من السيراميك؟
منذ الصغر وأنا عاشقة لفن النحت والتصوير وأردت الالتحاق بكلية الفنون لتنمية موهبتي الفنية بطريقة أكاديمية، ولكن مجموعي كان صغيراً ولم يحقق أمنيتي، الأمر الذي جعلني ألتحق بكلية حقوق إنجليزي وتخرجت فيها عام 2010، واتجهت إلى الدراسات العليا وحصلت على دبلومة في ترجمة العقود.

وبسبب ظروف البلد الصعبة في توفير فرصة عمل في ذلك الوقت، بدأت أبحث عن عمل خاص متفرد لم ينتشر في مصر حتى أتميز به، فلم أجد إلا فن تصنيع الزهور من السيراميك، وأعجبت به خاصة بعدما رأيت عدة تابلوهات فنية إيطالية.

اقرأ أيضًا:

إلهان عمر تُوضِّح أنّ ترامب لا يُمكنه منع المسلمين من "الكونغرس"

وعلى الفور التحقت بكورسات حتى أتعلم كيفية تصنيع الزهور من السيراميك، ولكن بعد عدة حصص دراسية اكتشفت أن هذا الكورس تجاري ولا يعطي معلومات أو تقنيات فنية أستطيع من خلالها الاستفادة، فقررت بعد ذلك أن أتجه للتعليم الذاتي، وبدأت في تدريب نفسي يومياً وتواصلت مع فنانين روسيين يعملون في هذا المجال، لكي أتعرف منهم على أفضل الخامات المستخدمة في عمليات التصنيع.

- ما الصعوبات التي واجهتها أثناء فترة تعلمك تصنيع الزهور؟
واجهتني مشكلة بخصوص الأدوات لأن أغلبها غير متوفرة فى مصر، مما اضطرني لاستيراد الألوان من الخارج، فضلاً عن أنني استغرقت وقتاً طويلاً حتى أتقن استخدام عجينة السيراميك في تصنيع الزهور، حيث كنت أفشل في إخراجها بشكل سليم، الأمر الذي خلق لدي دوافع وإصراراً وعزيمة غير عادية حتى أتقنها بشكل سريع، وهو ما حدث بالفعل خلال وقت زمني قصير.

- ما أهم ما يميز الزهور المصنوعة من السيراميك عن الطبيعية من الناحية الجمالية؟
الزهور الطبيعية لا تعيش طويلاً بالإضافة إلى أن سعرها غالٍ جدا مقارنة بالزهور المصنوعة، فضلاً عن أنها لا تستخدم للزينة داخل المنازل بصورة مستمرة لعمرها الصغير ودائماً تحتاج لرعاية، والعكس يحدث في زهور السيراميك، ففي دول الخليج مثلا يلجأ البعض إلى وضع جينات في الزهور لتعيش أطول فترة ممكنة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يكلفهم كثيراً مقارنة بزهور السيراميك.
 
- كم تستغرقين من الوقت لصناعة الزهور؟
في 5 دقائق فقط، توجد زهور مثل الياسمين صناعتها سهلة للغاية و لاتأخذ وقتاً طويلاً مثل الأخرى، فزهرة عباد الشمس تستغرق ما يقرب من ساعة، لأن عيجنتها يتم تشكيلها وتركها حتى تجف تماماً وبعد ذلك تخرج لشكلها النهائي.

- هل تصدرين أعمالك للخارج؟
هذه الفكرة مؤجلة الآن، لأن تكلفتها عالية جداً، ومن الممكن أن يتم هذا الأمر بعد عدة سنوات، فأنا من الآن أعد حالياً لتحضير أعمال قوية حتى أتمكن مستقبلاً من المشاركة فى أحد المعارض الفنية العالمية التى تتيح لفناني زهور السيراميك تقديم أعمالهم.

- ما الذي تطمحين إليه في هذا المجال؟
أن يرى العالم أجمع عملي وفني، ويتحدثون أنني كفتاة مصرية استطعت تحقيق حلمي وأصبحت الأولى على العالم في تصنيع زهور السيراميك من حيث الجودة والرسومات والألوان، فحتى الآن أستطيع القول إنني حققت نسبة قليلة من معدل طموحي، بعدما اجتزت اختبارت صعبة في مجالي، وأصبحت الفتاة الوحيدة في مصر التي تصنع زهوراً من السيراميك مشابهة للطبيعي.

وتلقيت عدة دعوات من الإمارات ودول أوروبية لعرض أعمالي، وهذا دليل أن فني نال استحسان وإعجاب الكثير، وجعلني خلال الفترة المقبلة مرشحة للمشاركة في عدة معارض عالمية قد تنقلني لمكان آخر في مجالي.

وقد يهمك أيضًا:

عضوة الكونغرس إلهان عمر تنتظر التصويت على قرار إدانتها