الغيرة في العلاقة العاطفية

أكد مختصون أن التعبير عن الغيرة هو أقوى أدلة الحب، وقسموا درجات الغيرة إلى ثلاثة أقسام: بسيطة ومتوسطة وشديدة. تتمثل البسيطة في رغبة الشريك في إثارة غيرة الطرف الآخر للشعور بمقدار الحب والاهتمام، وقد يتحول الأمر في الحالة الشديدة إلى مرحلة الشك والبحث وراء الطرف الآخر وتفتيش متعلقاته الخاصة بشكل دائم، وقد يصل به الأمر إلى تدمير هذه العلاقة، ويشعر المحب في الغيرة المتوسطة بقلق شديد لأي حدث، مهما كان بسيطًا يتعلق بشريكه.

وأوضح روبرت ليهي في كتابه الجديد "علاج الغيرة"، أن الغيرة في الغالب، تدور حول ثلاثة أشخاص، ويحدث ذلك عندما يشعر شخص ما بتهديد من قبل طرف ثالث، إما أن يكون محل اهتمام من أحد أطراف العلاقة وإما أن الطرف الثالث هو الذي يولي اهتمامًا لأحد أطراف العلاقة، أو أن هناك اهتمامًا متبادلًا.

وقسم ليهي، المتخصص في علم النفس في الولايات المتحدة الأميركية، الغيرة إلى فئتين هما: الغيرة الجنسية والغيرة بشأن التقارب العاطفي، وبيّن أن الرجال أكثر عرضة للتأثر بالغيرة الجنسية، في حين أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للغيرة بشأن التقارب العاطفي، وكلاهما يمكن أن ينشأ من انعدام الشعور بالأمن بشأن العلاقة العاطفية، وذلك بسبب التوقعات غير الواضحة ومستويات الالتزام غير المتوازنة والتجارب السابقة للتخلي عن الشريك العاطفي، والتجارب السابقة أيضًا في الخيانة.

وأشار ليهي إلى أن السبب الأكثر إثارة للدهشة بشأن الغيرة هو أن تكون الغيرة نتاجًا لارتفاع تقدير الذات والذي يجعل العيوب السلوكية لشخص آخر أكثر وضوحًا بالمقارنة مع عيوبه الخاصة، فضلًا عن أن هذا الشعور البشري قد ينبع من الحسد في بعض الأحيان، وقال موضحًا "الغيرة بدرجاتها الصغيرة والمتوسطة، هي علامة على الارتباط والالتزام والحب، حتى أن البعض يقومون باختبارات لشركائهم في بعض الأحيان لمعرفة ما إذا كانوا غيورين، وهذا أمر طبيعي في المستويات المعتدلة من الغيرة".

وللتغلب على الشعور بالغيرة شدد المختص في علم النفس على ضرورة أن ندرك أن الغيرة هي مشاعر طبيعية وعاطفة عالمية، ولا يوجد خطأ في الشعور بها، ونصح بالتخلي عن سلوكيات التحكم ووقف طرح الأسئلة باستمرار والتحكم في المواقف، إذ كلما توغل الشخص في هذه الممارسات كلما زاد الشعور بالحسد والغيرة، كما نصح بالتحدث مع شريك حياتك بما تشعر به، ووضع بعض القواعد الأساسية مع الشريك لتسير العلاقة على ما يرام، بالإضافة إلى القبول بأن الأمور لا تسير بالطرق التي نريدها دائمًا، وربما أن الشعور المتكرر والمتزايد بالغيرة، قد يعني أن هذه العلاقة غير مجدية وعليك إنهاءها