لندن - كاتيا حداد
أطلقت فينيشيا آرتشر البالغة من العمر 29 عاماً، منذ سنتين ما عرف بـ "أوبر للجمال" وهو عبارة عن تطبيق على الهواتف الذكية يعتبر من التطبيقات الأكثر نجاحاً في مجاله في مدينة لندن. وعبر هذا التطبيق يُتاح للعملاء في لندن طلب خدمات الجمال، والتدليك والمانيكيرز في أماكنهم، حيث يتم ذلك في غضون 60 دقيقة.
وبات هذا التطبيق الآن يتمتع بشعبية عالية ما جعل مجلة فوربس الشهيرة تدرجه الآن ضمن إنجازات النساء الشابات دون سن الثلاثين، ويتوج بالتالي صاحبته ضمن المشاهير في مجال صناعة التجميل رغم حداثتها في هذا القطاع. وعلى الرغم من أنها أصبحت اليوم من مطوري التطبيقات الأكثر نجاحًا في المملكة المتحدة في مجال الجمال، إلا أن قصة هذه الشابة الوظيفية تبدو مختلفة قليلا عن المعتاد.
ولم تكن امرأة شابة قضت بعضًا من سنواتها في البحث عن القرصنة الصومالية ودراستها، تعتقد أن مستقبل حياتها يتشكل في مكان آخر، وبالفعل ففي الوقت الذي غيّرت فيه الاتجاه إلى مجال التجميل، كان ثمة عالم جديد ينفتح أمامها.
بعد تخرجها من كامبريدغ في عام 2009، بدأت فينيشيا العمل كمحلل للمخاطر السياسية، وكان مجال اختصاصها الصراع في شرق أفريقيا. وبالفعل كانت جادة وقضت وقتًا في نيروبي ومقديشيو في البحث عن القرصنة الصومالية، وقد وصفت تلك الفترة من حياتها بأنها كانت "مثيرة للاهتمام بشكل رائع". وعن الطريق الذي قادها إلى عالم تطبيقات الجمال، فقد تحدثت قائلة إن القصة بدأت فقط في عام 2015 حيث بدأت تطبيقات تظهر في لندن مثل ديليفيرو وأوبر، واندمجت في حياة الناس بسهولة وكفاءة.
تقول: "بدا لي وقتها ومن الواضح أن هناك فرصة كبيرة لإطلاق شيء مماثل يلبي خدمات التجميل عند الطلب". وتوضح أنها من خلال تجربتها الحياتية، تعرف أنها تعمل كثيرًا ولا تجد الوقت الكافي لتذهب إلى صالون التجميل، لهذا فكرت لماذا لا يحضر الصالون إلى البيت.
وبهذا قررت أن تدخل هذا المجال وأطلقت شركة روبي مع بعض الاستثمارات الخاصة، التي كانت مدعومة من قبل قرض "فيرجين ستارت أوب"، وهذا ما سمح لها بدخول السوق مع أول منصة تكنولوجية لها. منذ تلك الأيام الأولى وهذا النموذج الأولي، فإن الشركة قد توسعت بفضل دعم سلسلة من المستثمرين الملاك الذين يعملون كموجهين ومستشارين.
وتقول: "إن البداية كانت صعبة في توفير الدعم للشركة التي لم تكن سوى مجرد مفهوم أو فكرة". وتضيف: "بيع فكرة يصبح أمراً صعباً إذا لم يكن لديك سجل حافل من قبل، والآن بات لدينا هذا السجل من الإنجازات وهذا ما يجعل لنا مستقبلا". وتعتقد بأن مفهومها مختلف عن الآخرين لأن تطبيقها يسمح لك بحجز المقترحين من قبل أصدقائك، من جميع المعالجين المميزين.
وأضافت: "نحن متحمسون لما يحدث في الجمال من تطور في العلاجات إلى التقدم التكنولوجي، ونحن دائما نقدم علاجات جديدة، من قطرات الفيتامين والتدليك بالخيزران وأكثر من ذلك، وفريق التكنولوجيا لدينا باستمرار يعمل على الابتكار والعمل على الميزات الجديدة التي نحن متحمسون لها جدا". كما أن الشركة لديها شبكة من كبار الشخصيات المعالجين والفنانين الذين يتعاملون معها أمثال: آنت وينتور، سوكي ووترهاوس وكارا ديليفين. وفي حين أنها لم تكشف عن قيمة شركتها، فإنها كشفت عن أن التقييم العام لها تضاعف أربع مرات في غضون عامين.
وتسدي فينيتشيا نصيحتها للآخرين قائلة: "بالنظر إلى الوراء، فقد تعلمت أن الأوقات التي يرتفع فيها الإجهاد وتزيد المخاطر، هي أفضل الأوقات، حيث إنها تؤدي إلى أفضل الحلول والأفكار، وحيث لا يوجد مخرج أو حل صحيح إلا إذا كنت سوف تفكر بسرعة وحكمة". وتضيف: "عند بدء الأعمال التجارية، من المهم أن تمتلك وتفهم كل تفاصيلها، من المحاسبة إلى المبيعات والتصميم والتوظيف. ولا تفوض الآخرين في الأيام الأولى، لأنك لن تتعلم كيفية التفويض بحكمة".