لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة بيئية مهمة في المنطقة القطبية، أن كمية الجليد في القطب الشمالي تنخفض، وأن هذا الانخفاض يعود إلى التقلبات الطبيعية وليس الى الأنشطة البشرية. وأوضحت أن ما لا يقل عن نصف كمية الجليد التي اختفت كانت بسبب المتغيرات الطبيعية، والافتراض بانه بسبب الاحتباس الحراري هو افتراض خاطئ.
وقال الباحثون أن جزءًا من الانخفاض في الغطاء الجليدي ناجم عن تغيرات "عشوائية" و "فوضى" طبيعية في التيارات الهوائية. وأضاف العلماء أن باقي ذوبان كمية الجليد ناجم عن الاحتباس الحراري، الذي يتسبب فيه الإنسان. ويعني ذلك، أنه على الرغم من أنه يُخشى على نطاق واسع أن يصبح القطب الشمالي قريبًا خاليا من الجليد، فان ذلك قد يتأخر في حالة تأرجح دورة برودة الطبيعة مرة أخرى.
ومن المتوقع أن تكون لفقدان الجليد البحري آثار عديدة على هذا الكوكب: وتشمل عكس كمية اقل من الضوء إلى الفضاء، مما يجعل من المحتمل أن تكون الأرض أكثر دفئا وأكثر قابلية للتغير. كما سيؤدي أيضا إلى خفض المساحة التي تعيش عليها مجموعة كبيرة من الحيوانات مثل الدببة القطبية.
وكتب فريق الباحثين الأميركي في مجلة "تغير المناخ الطبيعي" يقول: "إن التغيرات الطبيعية في المناخ في القطب الشمالي قد تكون مسؤولة عن حوالي 30-50٪ من الانخفاض العام الجليد البحري في سبتمبر/أيلول منذ عام 1979 ". وكان مستوى الجليد البحري سجل رقمًا قياسيًا في سبتمبر/أيلول 2012 -في أواخر الصيف في القطب الشمالي – مقارنة بسجلات الأقمار الصناعية التي يعود تاريخها إلى عام 1979، حيث ينخفض بنحو 10 في المائة سنويًا.
وقالت الدراسة، التي تفصل بين التأثيرات الطبيعية في دوران الغلاف الجوي في القطب الشمالي والعمليات الناجمة عن الإنسان: إن "ارتفاع درجات الحرارة الطبيعية على مدى عدة عقود في القطب الشمالي قد تكون مرتبطة بتحولات بعيدة في المحيط الهادئ".