أسماك القرش

تواصل السلطات المصرية تحقيقاتها في أسباب هجمات القرش على 3 من زوار شاطئ محمية رأس محمد بمحافظة جنوب سيناء (جنوب شرقي القاهرة). وسط مخاوف من تكرار سيناريو هجمات القرش الدامية في عام 2010 بشرم الشيخ.وأعلنت وزارة البيئة المصرية إغلاق محيط الحادث، ومنع أنشطة الغوص لمدة 48 ساعة، كإجراء احترازي، لمنع تكرار الهجمات، والتيقن من أنّها ليست سلسلة من الهجمات، وفق محمد سالم، رئيس جهاز حماية الطبيعة بوزارة البيئة المصرية، الذي أكد في تصريحات صحافية مساء أول من أمس: «بدء عناصر وزارة البيئة التحقيق لمعرفة أسباب هجوم سمكة القرش على 3 من زوار محمية رأس محمد».

واستبعد سالم «فرضية تكرار نفس سيناريو هجمات القرش الدامية في عام 2010 التي توفي خلالها سائحة أجنبية، وأصيب 4 آخرين، مرجحا أن تكون هذه الهجمات استثنائية وليست ممنهجة على غرار حوادث عام 2010.ويعد وجود أسماك القرش بالشواطئ المصرية، أمرا طبيعيا، وفق سالم الذي يقول إنها «ليست أسماكا دخيلة على الطبيعة المصرية». مشيرا إلى أن قرار صيد السمكة المتسببة في الهجوم والبحث عنها، سيكون بناء على التحقيقات والدراسات التي تجري حاليا».

وتعرضت الأجهزة المحلية المصرية لانتقادات حادة بسبب تعاملها «المتسرع» مع هجمات القرش قبيل نهاية عام 2010، حيث قللت من خطورتها بعد إعلانها عن صيد سمكتين قرش من نوعين مختلفين (المحيطي الأبيض) و(ماكو)، وقالت: «إنهما متسببتان عن الهجوم، وأعادت فتح الشواطئ مرة أخرى، لكن بعد مرور ساعات قليلة على قرار إعادة فتح الشواطئ تعرضت سائحة ألمانية إلى هجوم عنيف من سمكة قرش، توفيت على أثره. ما دفع السلطات المصرية إلى إغلاق الشواطئ مجددا، والاستعانة بخبراء أجانب لبحث أسباب الهجمات الدامية.

وعبر فيلم وثائقي أذاعته قناة «ناشيونال جيوغرافيك» أخيرا، أكد الباحث الأميركي، رالف إس كوليير، الخبير بمعهد بحوث أسماك القرش، وقائد فريق تحقيق هجمات القرش بشرم الشيخ عام 2010، أن سبب هجوم القرش على البشر والذي يعد نادرا في تلك المنطقة يرجع إلى قيام غواصين محليين بإطعام أسماك القرش بأيديهم، وبسبب اعتياد القرش على هذه الممارسات خلال تلك الفترة ظن أن السائحين غواصون سُيقدمون على إطعامه، لذلك بدأ بالتهام أذرعهم في البداية، ثم الأرداف، التي كان يوجد عليها حقيبة الظهر لدى الغواصين والزبائن، بالإضافة إلى وجود خراف نافقة جرفتها التيارات المائية إلى شواطئ شرم الشيخ بعد إلقائها في مياه البحر من قبل إحدى السفن التجارية، وتتبعت رائحتها أسماك القرش لتتغذى عليها، فهي بالنسبة لها وجبة سهلة». وبعد انتهاء التحقيق، غلظت الحكومة المصرية العقوبات على الأفراد الذين يطعمون القرش في البحر، ما أدى إلى عدم تكرار الهجمات خلال السنوات العشر الأخيرة، حتى تم الإعلان عن هجوم نادر جديد أول من أمس.

ويرجح بعض الغواصين المصريين بمدينة شرم الشيخ، من بينهم عز الدين محمد، أن يكون «استفزاز القرش بإلقاء مخلفات المراكب في مياه البحر أو ارتداء ملابس فوسفورية وفاتحة، وعدم الالتزام بارتداء بزات الغطس الداكنة. من بين أسباب الهجوم المحتملة»، ويقول عز الدين لـ«الشرق الأوسط»: «بعد هجمات عام 2010 حصلنا على تدريبات مكثفة للتعرف على سلوك القرش تحت المياه، وامتنعنا تماما عن إطعام القرش في المياه سواء كان ذلك بمفردنا أو كان مع وفود سياحية، لكن قد يكون سبب الهجوم هو السباحة فوق المياه وارتداء نظارات مائية للاستمتاع بمناظر الشعب المرجانية والأسماك الملونة في مناطق غير مسموح بها، وتكون هذه المناطق غالبا عميقة أو بها تيارات مائية شديدة».

مؤكدا «أن عمق المياه يصل إلى 250 مترا في بعض مناطق محمية رأس محمد التي لم تشهد هجمات قرش من قبل، ما يجعل الهجوم نادرا ومحيرا، وخصوصا أنه تم فوق سطح المياه»، ولفت إلى «أن منطقة الهجوم تعد بعيدة نسبيا عن شواطئ فنادق شرم الشيخ، ولا يزورها الكثير من السياح والزوار المصريين». وأكد عز الدين إصابة أحد زملائهم من الغواصين خلال الهجوم مع سيدة أوكرانية وطفلها، لافتا إلى استقرار حالة السائحة والغواص، وتأثر الطفل أكثر منهما في الهجوم.

وبحسب الغواص المصري فإن منطقة الهجوم الجديدة بمحمية رأس محمد تبعد عن منطقة الهجوم القديمة في عام 2010 بنحو 30 كيلومترا، مؤكدا أن هذا الهجوم يستحق بحثا دقيقا من العلماء حول أسبابه لضمان عدم تكرار الهجمات مستقبلا في المنطقة التي لم تشهد أي هجمات منذ 10 سنوات.وتعد محمية رأس محمد المتاخمة لحدود مدينة شرم الشيخ واحدة من أبرز المعالم السياحية في المنطقة العربية، ومن بين المناطق المثالية في الغوص والسباحة وتتميز بشعابها المرجانية وأسماكها المتنوعة.

قد يهمك أيضًا:

اكتشاف أنواع جديدة من أسماك القرش "قادرة على المشي"

أضخم أسماك القرش في العالم ترهب شاطئا إسرائيليًا