عالم “الحيود البحرية” الصناعية

أعلنت الأردن مؤخرًا، إغراق طائرة من طراز "ترايستار"، خارجة من الخدمة، لإنشاء حيود بحرية صناعية لنمو الحياة البحرية والشعاب المرجانية، ولتعزيز رياضة الغوص في خليج العقبة.

إغراق الطائرات والمعدات العسكرية أمر ليس بالجديد في العالم وأيضا في الأردن، حيث يوجد في العقبة متحف عسكري بحري يضم بعض القطع العسكرية، والتي تحولت إلى بيئة لنمو الشعاب المرجانية ومأوى للأسماك والكائنات البحرية، السؤال الذي يطرح نفسه الآن أين مصر من الحيود البحرية الصناعية.

يقول باحث بيئي بمحميات البحر الأحمر، إن مصر يجب أن تسعى لإنشاء حيود بحرية صناعية خاصة وأن هناك تزايد في أعداد الغواصين وبالمقارنة بين أعداد الغواصين ومواقع الغوص نجد إننا في حاجة للحيود البحرية الصناعية، موضحا أن إنشاء مثل هذه الحيود المرجانية الصناعية سيساعد الأسماك على استخدامها كمأوى وكمسكن في خلال أيام قليلة وبالتالي فأن هذا الأسلوب يستخدم أيضا في أماكن كثيرة من العالم كأحد الطرق لتنمية وزيادة مخزون الثروة السمكية.

اقرأ أيضًا:

علماء يبحثون حماية الحياة البحرية عبر "أحواض الكربون"

البيانين وتنمية الثورة السمكية

وأوضح الباحث البيئي في تصريحات لبوابة أخبار اليوم، أن الحيود المرجانية الصناعية تعتبر من أقدم الأساليب التي استخدمها اليابانيين منذ عام 1600، لغرض تنمية الثروة السمكية لخلق مناطق للأسماك وبالتالي زيادة كثافتها،وحديثا اهتمت كثيرا من دول العالم باستخدام هذا الأسلوب لخلق مواقع غوص على التركيبات الصناعية مثل المراكب القديمة والسيارات والتماثيل بل والمركبات العسكرية من سيارات ودبابات وطائرات وغيرها.

وأكد الباحث البيئي، أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت سباقة في هذا المجال فقد أنشأت أكبر حيود مرجانية من مخلفات المعدات العسكرية باستخدام دبابات وسيارات بل وطائرات قديمة على شواطئ ولاية كاليفورنيا  وولاية كارولينا وعلى مسافات شاسعة بطول شواطئ الولايتين لغرض تنشيط السياحة وزيادة الثروة السمكية، وقد مثلت المعدات العسكرية القديمة والمكهنة الجزء الأساسي لتكوين هذه الحيود.

وتابع الباحث البيئي، هناك العديد من الدول مثل انجلترا مثلا والتي لا توجد بها مناطق من الحيود المرجانية تصلح لصناعة الغوص فقد استخدمت المراكب الغارقة منذ الحرب العالمية الثانية كمواقع غوص تدر ملايين الدولارات على خزينة الدولة سنويا.

 وأكد الباحث البيئي،  يعتبر إنشاء مواقع غوص عن طريق إغراق بعض الآليات والمعدات العسكرية القديمة على وجه الخصوص مثل الدبابات والطائرات والعربات المصفحة “حيود مرجانية صناعية “، من أهم وأحسن وأسهل الطرق لإنشاء مواقع غوص على حيود مرجانية صناعية، وذلك لأسباب عديدة أهمها،أنها مفضلة من قبل أغلب الغواصين حول العالم لأنها تزيد من روح المغامرة والتي يبحث عنها الغواصين، وتعد موقع غوص مباشرة بعد عملية الإغراق فتجذب نسبه كبيره من الغواصين، وفي خلال فتره بسيطة سيتم نمو العديد من الكائنات البحرية على أسطح هذا الحطام وأهمها الشعب المرجانية مما سيتيح أن تصبح قطعة من حيد مرجاني في خلال سنوات قليلة.

وأختتم تصريحاته بأن إنشاء مثل هذه الحيود المرجانية الصناعية سيساعد الأسماك على استخدامها كمأوى وكمسكن في خلال أيام قليلة وبالتالي فأن هذا الأسلوب يستخدم أيضا في أماكن كثيرة من العالم كأحد الطرق لتنمية وزيادة مخزون الثروة السمكية

وقد يهمك أيضًا:

علماء يضعون استراتيجية لحماية ثلث محيطات العالم

نصائح عدة يجب معرفتها للتقليل من استهلاك البلاستيك