سد النهضة الإثيوبي

قال أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم الأرض بجامعة تشامبان الأمريكية، الدكتور هشام العسكري، إن هناك اختلافات في القطاعات العرضية بجسم سد النهضة، وإن ملء كميات كبيرة من المياه بسرعة يمكن أن يزيد من هذه الاختلافات، وهو ما يثير تساؤلات حول استقرار وأمان السد، ويمثل إنذارا مبكرا لمخاطر تتطلب المزيد من الدراسات والأبحاث الدقيقة.

وأضاف العسكري، خلال جلسة عن الابتكار في علوم إدارة المياه ضمن فعاليات اليوم الأخير من أسبوع القاهرة للمياه، أن مصر تقع في منطقة قاحلة، وتعتمد على النيل بنسبة ٩٧% في تدبير احتياجاتها المائية؛ لذا علينا التحقق من تداعيات أي منشأ ضخم على ضفاف النهر.

وأوضح أن مشروع سد النهضة مكون من منشأين: السد الرئيسي (الخرساني) والمساعد (الركامي)، بما يمكنه من تخزين ٧٤ مليار متر مكعب، مشيرا إلى أن صور الأقمار الصناعية، الملتقطة بتاريخ ٢٦ أكتوبر، تظهر وصول المياه أمام سد النهضة (الرئيسي) إلى مستوى ٥٨٠ مترا؛ وأنها اقتربت من السد الركامي، كما تظهر تلوث المياه باللون الأخضر نتيجة الغطاء النباتي الموجودة بالمنطقة.

وأوضح أن مراقبة حركة سد النهضة باستخدام الأشعة الرادارية تعتمد على إرسال نوع معين من الأشعة تجاه جسم السد تعكس لاحقا صورة عن المنشأ والموقع بشكل عام.

وأضاف أن الدراسة التي شارك في إعدادها باستخدام هذه التقنية أظهرت هبوطا غير متسق في جانبي السدين (الرئيسي والمساعد) مع عدم تطابق سلوك المياه عند حافة السد، موضحا أن الدراسة رصدت صورا لجسم وموقع سد النهضة بدءا من العام ٢٠١٦، فيما استعرض العسكري، خلال الجلسة، نموذجين لانهيار سدين في البرازيل ونهر الدانوب.

وخلال الجلسة نفسها، التي حضرها وزيرا الري الدكتور محمد عبد العاطي، والتعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، قال الدكتور هاني سويلم، أستاذ الموارد المائية والتنمية المستدامة بجامعة آخن الألمانية، إن المنطقة العربية تعاني من ندرة المياه؛ حيث يقطنها ٦.٣% من سكان العالم بينما تملك ١.٤% فقط من موارد المياه.

وأضاف سويلم أنه بحلول عام ٢٠٥٠ سينخفض نصيب الفرد في ثلثي الدول العربية إلى أقل من ٢٠٠ متر مكعب سنويا، لافتا إلى أن ٨٥٪ من الموارد المائية في المنطقة العربية توجه إلى قطاع الزراعة، مضيفا: "كما نستورد ٥٠٪ من غذائنا ما يعني أن أي تغيير على مستوى العالم سيؤثر على منطقتنا".

وتحدث عن أهمية التوسع في تحلية مياه البحر، مشيرا إلى أنها تواجه تحديين رئيسيين، هما: تكلفة الطاقة اللازمة للتحلية والتي تمثل ٤٠٪ من تكلفة الإنتاج، والتخلص غير الآمن من فاقد عملية التحلية، لافتا في هذا السياق إلى أحدث الابتكارات في هذا المجال.

ومن جانبه، أكد الدكتور هشام بخيت، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أهمية دور النماذج والمحاكاة في دعم اتخاذ القرار في مجال إدارة الموارد المائية.

وأضاف بخيت: "في جامعة القاهرة نستخدم النماذج المقدمة من وزارة الموارد المائية والري عن طريق مدخلات من البيانات ذات الصلة وتجميعها مثل الطقس والتضاريس لتحديد الفجوة في المياه وتحديد طريقة التعامل مع ذلك".

وأضاف أنه لا يتم النظر فقط إلى كمية المياه فقط، ولكن إلى جودتها أيضا لكي يكون هناك تنمية مستدامة شاملة، مشيرا إلى أن الموارد المائية متقاطعة مع أمور أخرى اجتماعية، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالتطوير في مجال النماذج والمحاكاة فيما يخص مجال المياه.

وبدوره، أكد رئيس معهد البحر المتوسط للمياه آلان ميسيونير، أهمية الرقمنة وتطبيقها في إدارة الموارد المائية وهو الهدف الأول، فضلا عن تقليل انبعاثات الكربون وتطوير خدمات أكثر تقدما، مشيرا إلى أن الرقمنة تتطلب أن نفكر ونتعامل مع الاحتياجات المائية سواء تجارية أو منزلية.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

السيسي يحذر إثيوبيا من إهدار الوقت بشأن مفاوضات «سد النهضة»

وزير الري المصري يعلق على "تمويل دول عربية لسد النهضة الإثيوبي"