القاهرة - محمود حساني
شهدت محافظة السويس الأسبوع الماضي واقعة مفزعة أثارت قلق ومخاوف العديد من المواطنين ، الذين ينون قضاء عطلة الصيف في العين السخنة بصحبة أسرهم ، ففي إحدى رحلات الصيد في شاطي مارينا وادي الدوم التهمت سمكة قرش قدم شاب اسمه عمرو عبدالقادر، طالب في إحدى الجامعات الخاصة في القاهرة ، يبلغ من العمر 23 عامًا.
وأثارت تلك الواقعة تساؤلات العديد من المعنين بالقطاع السياحي الذي يعاني من تدهورًا كبيرًا خلال السنوات الخمسة الماضية جراء الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد ، واعتماده بشكل كبير في الوقت الحالي على السياحة الداخلية ، لا سيما في ظل قدوم فصل الصيف ، ورغبة قطاع عريض من المواطنين قضاء إجازتهم في العين السخنة .
استغل البعض هذه الواقعة خصوصا بعد بتر القدم اليسرى للطالب الضحية ، في توجيه ضربة جديدة للقطاع السياحي من خلال إرسال رسائل تلقاها الآلاف من المواطنين عبر البريد الإلكتروني وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" مصحوبة بصور عن الشاب الضحية ، تُحذر من خطورة قضاء عطلة الصيف في شواطئ العين السخنة. واتخذت محافظة السويس مجموعة من الإجراءات الوقائية كمنع رحلات الصيد والسباحة لمسافة تتجاوز 150 مترًا ، وهو ما يراه البعض من المعنين بقطاع السياحة ، ليست حلولا كافية لمواجهة مخاوف المواطنين.
"مصر اليوم" ترصد في السطور التالية أسباب الظهور المفاجئ لأسماك القرش مع الخبراء والمختصين ، وتستعرض دور وزارة السياحة لمواجهتها:
يرى عدد من الخبراء أن هناك أسبابا عدة وراء ظهور أسماك القرش من فترة إلى أخرى على الشواطئ الساحلية في مصر ، سيما في العين السخنة ، أبرزها السلوكيات الخاطئة التي تصدر من أفراد رحلات الصيد ، كإلقاء الطُعم للأسماك ، مما يتسبب في إثارتها ، وارتفاع درجة حرارة الماء التي يتبعها ارتفاع معدل التمثيل الغذائي في أسماك القرش، بالإضافة إلى زيادة معدل كثافة الغطس.
ويشير الخبراء إلى أن هناك 400 نوع من أسماك القرش في العالم ، بينها 40 نوعًا يعيش في شواطئ مصر، منهم 15 في خليج السويس بينهم نوع واحد مفترس ، وهو "الماكو" التي ظهرت للمرة الأولى عام 2010 ، عندما هاجمت أحدى السائحات في شاطئ شرم الشيخ. ويرى أستاذ علم البيئة البحرية في جامعة الأزهر الدكتور سيد توفيق ، أن أكثر أنواع أسماك القرش انتشارًا في السواحل المصرية ، هي أسماك " الماكو " ، ويصل طول الذكر البالغ 3 أمتار ، ويتغذى عادة على أسماك الماكريل والتونة والترسة البحرية وسمك أبو سيف، وقد يأكل أنواعا أخرى من القرش الأصغر حجمًا. ويضيف أستاذ علم البيئة البحرية ، أن هذا النوع من أسماك القرش يحوم أسفل الفريسة وليس من حولها ، ومن ثم ينقض عليها من أسفل دون أن تلاحظه ، مبينًا أن التحقيقات التي أجرتها محافظة السويس لمعرفة ملابسات الواقعة ، أكدت أن هذا النوع من أسماك القرش " الماكو" متورطة في الهجوم على الشاب .
ويتفق معه الخبير في معهد علوم البحار في السويس الدكتور زكي شعبان ، أن أسماك " الماكو " من أخطر أسماك القرش الموجودة في الشواطئ المصرية ، تعيش في الأعماق وموجودة منذ 7 سنوات في مياه البحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة، مبينًا أن هناك سلوكًا خاطئًا تسبب في خروجها من الأعماق إلى السطح ، كخلل في نظام التمثيل الغذائي الخاص بها ، محذرًا من خطورة السباحة في المناطق العميقة .
واتفق الخبراء على أن هناك حلولا عدة لمواجهة ظهور أسماك الماكو على الشواطئ ، أولها عن طريق الصيد ، وهو الإجراء الذي اتخذته السلطات المصرية في عام 2010 ، عندما تعرضت سائحة إنكليزية لهجوم في شاطئ شرم الشيخ ، وإصدار تعليمات صارمة بمنع الغوص الشاطئي. وأكد رئيس قطاع السياحة الداخلية في وزارة السياحة محمود عبدالوهاب ، أن شواطئ العين السخنة آمنة ، وليس هناك أي مخاوف ، داعيًا المواطنين إلى عدم الاستجابة إلى الشائعات التي يروجها البعض بعدم الذهاب إلى العين السخنة لقضاء عطلتهم الصيفية ، مبينًا أنه تم على الفور تشكيل فريق عمل لمسح منطقة العين السخنة التي تعرض فيها الشاب لهجوم القرش. مضيفا أن الواقعة التي حدثت السبت الماضي فردية ونادر حدوثها ، نتيجة سباحة الشاب لمسافة تقدر بـ 150 مترًا ، وتجاوز المناطق المقررة للسباحة.