برلين ـ جورج كرم
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن مخاوفها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بشأن اعتقال نشطاء غرينبيس "منظمة السلام الأخضر"، بعد احتجاج على الحفر في القطب الشمالي، وحثت على إيجاد حل سريع لهذه القضية. وتم إلقاء القبض على 30 من الناشطين في مجال البيئة بتهمة القرصنة منذ محاولة تثبيت لافتة على منصة نفط "Prirazlomnoye" في 18 أيلول/ سبتمبر الماضي. وأعلن المتحدث باسم ميركل في بيان
"أعربت المستشارة عن قلقها لبوتين بسبب اعتقال طاقم قارب غرينبيس، واحتجازهم في روسيا، وأعربت عن أملها في أن يتم حل هذه القضية قريبًا". وأصبحت ألمانيا أحد أشدّ المنتقدين لسجل موسكو في مجال حقوق الإنسان، على الرغم من أهمية روسيا كمصدر مهم للطاقة، مما ادى الى إحداث توتر في العلاقات الشخصية بين ميركل وبوتين، وقال الكرملين عن مكالمة هاتفية بين الزعيمين إنه لم يذكر فيها قضية النشطاء. وتم إصدار أمر بحبس أعضاء منظمة "السلام الأخضر"، الذين يأتون من حوالي 20 بلدًا، حتى أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل على ذمة التحقيق. ونفت المحاكم، الأسبوع الماضي، قبول الكفالة لعدد منهم، بما في ذلك القبطان الأميركي لسفينة "أركتيك صن رايس"، ورفض قضاة مدينة مورمانسك، شمالي روسيا، الأربعاء، كفالة لأربعة أشخاص - أنتوني بيريت من بريطانيا، جيزيم اخان من تركيا، جوناثان بوشامب من نيوزيلندا، وفرانشيسكو بيسانو من فرنسا. ويبدو أن تهم القرصنة، والتي تصل عقوبتها إلى السجن أكثر من 15 عامًا، تستهدف إرسال رسالة مفادها أن موسكو لن تتسامح مع محاولات تعطيل تنميتها في منطقة القطب الشمالي الغنية بالموارد. وتؤكد جماعة "السلام الأخضر" أن الاحتجاج على الأجهزة، المملوكة لشركة الطاقة الروسية التي تسيطر عليها الدولة "غازبروم"، كان سلميًا، واتهامات القرصنة سخيفة ولا أساس لها من الصحة.
وأعلن بوتين أن النشطاء لم يكونوا قراصنة ولكنهم انتهكوا القانون الدولي. وأوضح رئيس الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان في "الكرملين" أنه سيطلب من أعضاء النيابة العامة سحب تهم القرصنة. وأكد المحققون أيضًا أن مزيدًا من التهم سيتمّ دفعها ضدّ بعض المتظاهرين، حيث تم العثور على مخدرات وعناصر مشتبه فيها اخرى على متن السفينة. ونفت "غرينبيس" وجود أي أشياء غير شرعية مع من كانوا على متن سفينتها.