زخات شهب

أكد الفلكي عماد مجاهد، أن سكان الأردن والعالم العربي على موعد مع زخة شهب جيدة وجميلة يومي السابع عشر والثامن عشر من شهر تشرين ثاني/نوفمبر الحالي، حيث سيشاهد الأردنيون زخة شهب (الاسديات) Leonids Meteor Showers وهي من الزخات الشهابية الكثيفة والجيدة خلال العام حيث يمكن مشاهدة حوالي 30 إلى 40 شهابًا في الساعة الواحدة في المعدل بحسب توقعات منظمة الشهب العالمية.

وحسب الدراسات الخاصة بزخة شهب الاسديات يبدأ رصدها حوالي الثانية عشرة عند منتصف ليلة الجمعة والسبت بالتوقيت المحلي لكن ستكون الذروة عند ساعات الفجر يومي السابع عشر والثامن عشر من شهر تشرين ثاني الجاري.

 وأضاف مجاهد، في تصريحات صحافية أن المذنب (تمبل -تتل) Temple-Tuttle مصدر شهب الاسديات، حيث أن هذا المذنب يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 33 سنة تقريبا، وتعبر الارض هذا النهر الغباري يومي 17 و 18 تشرين الثاني من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة الأسد لذلك سميت زخة الشهب في هذه الفترة بهذا الاسم، اذ تعتبر المذنبات المصدر الرئيسي للشهب حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء على شكل نهر من الغبار River Of Dust، وعندما تمر الأرض من نهر الغبار الذي تركه المذنب تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.

 والشهب meteors والتي تسمى عند الشعوب shooting stars عبارة عن ذرات تراب مجهرية أي صغيرة جدا والقليل منها كتل صخرية متفاوتة في الحجم، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى (أسراب الشهب) وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز، والاسديات هي من أفضل أسراب الشهب التي تشاهد كل عام.

 وعندما تقترب الذرات الترابية الخاصة بشهب «الاسديات» من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 55 كلم في الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فإن ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب عادة بالاحتراق على ارتفاع 120 كيلومترا عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كيلومترا لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية على الإطلاق وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد، إلا في حالات نادرة ما تصل بعض الكتل الصخرية الى سطح الأرض والتي حين تلتهب في السماء تسمى كرة نارية، وعند سقوطها على الأرض تسمى نيزك.  واختتم مجاهد قوله إن القمر سيكون خلال فترة ذروة الشهب في مرحلة ولادة هلال شهر صفر لعام 1439 هجرية، ولا يشاهد القمر خلال هذه الفترة، اي أن إضاءة القمر لن تؤثر على رصد الشهب إن شاء الله.