القاهرة ـ مصر اليوم
تحتفي وزارة الثقافة، ممثلة في بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك، مساء الخميس، بالذكرى المئوية لميلاد الفنان محمد فوزي في "صالون مقامات"، والذي يقام بالاشتراك مع البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية.
ويناقش الصالون حياة "فوزي" الذي ولد في الغربية عام 1918، وهو من أشهر ملحني ومطربي زمن الفن الجميل، له أعمال فنية متميزة، وكان له دور بارز في تاريخ الموسيقي العربية، بالإضافة إلى موهبته كممثل، ويشارك في الصالون الناقد والصحفي أشرف غريب، والفنان أحمد الوزير، بمصاحبة التخت الشرقي، وحضور حشد من الشخصيات العامة ونجوم الفن والأدب والإعلام والصحافة.
يذكر أن بيت الغناء العربي يتبع صندوق التنمية الثقافية وهو أحد نوافذ الإبداع لاستغلال البيوت الأثرية التي تزخر بها القاهرة بعد إعادة ترميمها لتكون بؤرة للاشعاع الفني والثقافي، و"صالون المقامات" فكرة الفنان القدير الراحل "محسن فاروق"، ومن إعداد وتقديم الإذاعية د."إيناس جلال الدين".
ويعتبر الفنان محمد فوزي (1918 - 1966)، أحد أشهر المطربين المصريين في القرن العشرين عمل أيضاً كملحن وممثل ومنتج.
ولد في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية في عام 1918م، حصل على الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931م، مال إلى الموسيقى والغناء منذ كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يد (محمد الخربتلي) وكان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح.
وكان الغناء هاجس محمد فوزي، لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْئ رأسه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً ومغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه، فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي، التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها شاكراً.
وفي العام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه (محمد فوزي حبس عبد العال الحو) بمحمد فوزي فقط، فوافق من دون تردد. شاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم «أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته في محمد فوزي، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر.وكان نجاحه في فيلم «أصحاب السعادة» كبيراً غير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.
وخلال ثلاث سنوات استطاع فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات. وتأثر فوزي، في بداية مشوارة الفنى، بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه بالاسكندرية، وفي احتفالات مولد السيد البدوي. وهو صاحب لحن النشيد الوطني للجزائر. وغنى العديد من الأغاني ضمن أفلام كثيرة وكانت كلها من ألحانه، كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب وليلى مراد وهدى سلطان (أخته) ، وغيرهم الكثير. وبلغ رصيده من الافلام 36 فيلما وهو اعلى رقم للفنانين الرجال في عصره، ومن الأغنيات 400 أغنية، منها "حبيبي وعينيه"، "شحات الغرام"، "تملي في قلبي"، "وحشونا الحبايب"، "اللي يهواك اهواه" ، و"مال القمر ماله"، بالإضافة إلى أغنيات الأطفال "ماما زمانها جاية"، و"ذهب الليل طلع الفجر".