تكريم والدة الشهيد

   أصبح المصريون يشعرون بالفخر والاعتزاز للمواجهة العظيمة التي يخوضها أبناء القوات المسلحة والشرطة في حربهم ضد الإرهاب والإرهابيين وعناصر التخريب من أجل توفير الأمن والطمأنينة علي كل شبر من أرض الوطن هؤلاء الابطال يؤدون دورهم  التاريخي المشهود كظهير أمين للشعب يتحملون مسئولياتهم الوطنية والقتالية بروح مفعمة بالشجاعة ونكران الذات والتضحية والفداء مسلحين بالمبادئ في تلك المواجهة حاملين مصر في قلوبهم وعيونهم ويتخذون من زملائهم الذين سبقوهم في الشهادة من أجل العرض والارض مثلا رائعا  للبذل والتضحية. الشهيد البطل الرائد محمد صلاح ابن محافظة أسيوط الذي استشهد في ملحمة البرث بشمال سيناء اثناء تصديه وزملائه مجموعة من الإرهابيين في ٧ يوليو في العام الماضي أحد ابناء القوات المسلحة الذين احبطوا ببطولاتهم الفذة وتضحياتهم الجسيمة كل خطط الإرهابيين الشريرة.

تقول والدة الشهيد إن نجلها كان متفوقا علميا وحصل علي الثانوية العامة بمجموعة ٩٦٪ ومع ذلك اصر علي الالتحاق بالكلية الحربية وخدمة الوطن وبالفعل التحق بالكلية في أكتوبر ٢٠٠٤ وتخرج فيها برتبة ملازم  وانضم لسلاح المدفعية بدأ خدمته في منطقة حلايب وشلاتين حيث تعلم الصلابة والصبر والجلد وبعدها تم ترقيته الي رتبة ملازم أول وتم نقله إلي الإسماعيلية  ونظرا لتميزه وتفوقه في عمله تم ترشيحه لعدة بعثات الي الصين وروسيا والولايات المتحدة والكونغو كما حصل علي تقدير امتياز في دورة الاستطلاع وفرقة قادة السرايا وتم تكريمه من القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق صدقي صبحي لذا تم ترشيحه ليكون واحدا من صفوة المقاتلين علي أرض سيناء الحبيبة ارض البطولات والابطال وعمل في كل الاماكن ابتداء من العريش مرورا برفح وحتي الشيخ زويد وهو برتبة نقيب وتضيف الأم نظرا لكفاءة نور عيني وتفانيه في مواجهة الإرهابيين والعناصر التخريبية تم اختياره رئيسا لعمليات اللواء ٦٢ بالاسماعيلية وكان ضمن قوة موقع البرث في سيناء الذي تصدي لمجموعة إرهابية في ملحمة بطولية بذل فيها افراد الموقع كل غال ونفيس  من أجل الحفاظ علي الموقع ودحر الإرهابيين وافشال مخططهم واستشهد خلال المواجهة واستحق الشهادة التي تمناها ونالها في فجر يوم الجمعة الموافق ٧ من يوليو ٢٠١٧ وأصبح مصدر فخر لي ولاخوته وكل المصريين والنموذج الشامخ والمثل الرائع مثله مثل ابناء  القوات المسلحة الذين جادوا بدمائهم في سبيل الله ورغم حزني علي فراقه الا انني صابرة واحتسبه عند الله في جنات الخلد.

يقول شقيقه المهندس إسلام ان معركة البرث كانت من الملاحم البطولية التي خاضها ابناء  القوات المسلحة ضد العناصر الإرهابية وكان شقيقي محمد ضمن القوة المقاتلة والتي شارك فيها عناصر من رجال الصاعقة لصد أي محاولة يقوم بها الإرهابيون والقضاء عليهم وكل افراد الموقع كانت مهماتهم تعني اليوم الأخير لانهم مؤمنون ايمانا كاملا بالشهادة والموت في سبيل الله ومع ذلك لا تخلو رحلات مهماتهم من روح المرح بينهم، حتي وقت الموت والشهادة.

ويقول شقيقه الاصغر أحمد: »‬كانت والدتي عندما تمرض ترفض ال ذهاب للدكتور كنت أهددها بأخبار محمد بأنك مريض ولازم تكشفي، تقول لي سأقوم بالكشف، وكذل كالعلاج ترفض تناوله أهددها باخبار محمد تقولي لا خلاص هاخد العلاج لانها كانت ترفض تحمله همها لانها كانت حاسه بأنه يحمل هم كبير هو هم البلد دي، وهو كمان كان يرفض ان يحمل أي شخص من القريبين له همه، محمد كان بالنسبة لوالدته حياة زي ما هي كانت بالنسبة له حياة».

وقال والد الشهيد محمد صلاح ان محمد عشق القوات المسلحة منذ صغره أثناء تواجدي في الخدمة واصر علي دخول الكلية الحربية رغم مجموعه الكبير وتفوقه في الثانوية، وحب الشهادة التي تمناها كل منا فقد خدمت في القوات المسلحة أكثر من ثلاثين عاما.

وتابع والد الشهيد انه اشتري مقابر منذ سبع سنوات ولم يتم بناؤها الا اثناء رمضان الماضي حينها قلت لشقيقه : »‬أنا عايزابدأ ابني كده المقابر انا كبرت، ووالدة محمد كبرت وبدأت بناء هذه المقابر اول رمضان كان بالتزامن مع تواجد محمد وسط زملائه الابطال في موقع البرث .