القاهرة - أحمد عبدالله
استقبل وزير السياحة المصري، يحيى راشد، وفدًا من مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا، برئاسة المطران روبرت إيلي رباط مطران الملكيين الكاثوليك في سيدني، وعضوية عدد من مطارنة وأساقفة الكنائس القبطية والمارونية والأرمينية في أستراليا ونيوزيلندا، وذلك في مقر وزارة السياحة في العباسية.
ورحب راشد بأعضاء الوفد، معربًا عن امتنانه بهذه الزيارة التي تهدف بالأساس إلى التضامن مع مصر وشعبها في مواجهة التطرّف، مشيرًا إلى أنّ البشر يحتاجون إلى بعضهم البعض وأن يتعايشوا معا في سلام بغض النظر عن دينهم أو خلفياتهم الثقافية، داعيًا الوفد إلى زيارة مسار رحلة العائلة المقدسة، مبيّنًا أن مصر احتضنت العائلة المقدسة التي أتت إلى مصر باحثة عن الأمان، كما أن في مصر المكان الوحيد الذي كلم الله فيه نبيه موسى.
وطلب راشد من الوفد أن يكونوا سفراء لمصر في بلادهم بل وفي العالم، وأن يقوموا بدعوة الشعب الأسترالي والنيوزيلاندي إلى زيارة مصر، البلد التي احتضنت كافة الأديان، وأن يؤكدوا لهم على أمان مصر الذي لمسوه بأنفسهم في زيارتهم، موضحًا أن مصر قادرة على تجاوز كافة الصعاب والتصدي للتطرّف ومحاولاته للنيل من وحدة شعبها، مشيرا إلى أن الإرهاب الآن أصبح ظاهرة عالمية، ويجب علينا جميعا أن نتحد ونتكاتف ونتضامن معا لمواجهته، وأن نعيد السلام والمحبة والتعاطف بين البشر، وأنّ زيارتهم تمثل رسالة إلى العالم بأن مصر تفتح أبوابها بكل حب ودفء لاستقبال ضيوفها.
وفي اطار الاحتفال بمرور ٧٥ عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية قدم وزير السياحة الدعوة إلى الوفد لمشاركة مصر في الاحتفالية التي تقيمها بهذه المناسبة في أكتوبر القادم، وطلب الوزير من الوفد أن ينقلوا دعوته أيضاً إلى أسر الجنود الأستراليين الذين فقدتهم استراليا على أرض مصر في تلك الحرب والذين دفنوا في مقابر العلمين، وقد رحب الوفد بهذه الدعوة وقالوا أنهم سينقلوها إلى الحكومة الأسترالية فور عودتهم إلى بلادهم، وألقى المونسينيور باسيل صوصانيه وكيل الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية بسيدني كلمة في بداية اللقاء نيابة عن الوفد أكد فيها على تضامنهم مع مصر وشعبها، مبيّنًا أن مصر كانت وستظل أم الدنيا، ونحن نقف معكم ضد الإرهاب، وليشهد العالم على التناغم الحضاري بيننا وهذا بين البلد المضياف"، وأثنى في كلمته على التعايش المميز بين مختلف الطوائف والفئات في مصر، ووصفه بأنه تعايش يجب أن يحتذى به، وأضاف" نحن جئنا أيضا لنشجع السياحة في مصر، فمصر تمتلك من المقومات ما يجعلها في مقدمة دول العالم الجاذبة للسياحة، فمصر بها مناطق أثرية فريدة، دينية وتاريخية، كما أن أرض مصر احتضنت الرسل والأنبياء، فوصل إليها إبراهيم ويوسف عليهم السلام، وفيها عاش موسى وكلم ربه ومنها كانت رحلة خروجه، وهي التي لجأ اليها السيد المسيح وعائلته، الكنيسة المصرية تحتفل يوم ١ يونيو بدخول المسيح إلى مصر، ومصر قد حافظت على التقاليد المسيحية على مر العصور".
وأضاف صوصانيه أن الحضارة المصرية الضاربة في جذور التاريخ والتي تعود لآلاف السنين، تغرس في كل المصري الانتماء لبلده وتجعله متمسك بوطنيته ودينه وعروبته، وأن أستراليا التي أتوا منها بلد جديد المنشأ يحاول أن يزرع كل ما عنده من تاريخ في قلب كل مواطن هناك ليجعله أكثر وطنية وانتماء لبلده، كما أكد المونسينيور على الأمان الذي شعر به الوفد خلال زيارته إلى مصر خاصة بين الناس عندما قاموا بزيارة خان الخليلي، حيث لمسوا دفء مشاعر المصريين وحسن استقبالهم.
وقال الأنبا چوليان پورتيوس رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بهوبر بتزمانيا، إنه جاء إلى مصر عندما كان كاهنا شابا منذ أكثر من ٢٥ عاما، وأنها كانت تجربة رائعة وقتها، وأنه حتى الآن يشعر بالسعادة كلما تذكر تلك الفترة التي قضاها في مصر، كما تطرق اللقاء إلى زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر في أبريل الماضي، وأهمية تلك الزيارة ورسالة السلام التي بعثتها للعالم من أرض السلام ، وتحدي هذه الزيارة لكل محاولات الإرهاب الغاشمة للنيل من وحدة الشعوب، وأكد الوفد على أن مصر تعد مقصدا سياحيا هاما بالنسبة للشعب الأسترالي، فهناك مايقرب من ١٠٠ ألف أسترالي زاروا مصر في الفترة الاخيرة، و طالب الوفد من وزير السياحة استمرار التواصل مع الوزارة حتى يتسنى لهم الترويج للسياحة لمصر في بلدهم.
وفي نهاية اللقاء اتفق الوفد مع وزير السياحة على أن يقوموا بعمل فيلم وثائقي قصير عن زيارتهم لمصر لدعوة العالم لزيارتها، و زيارة مسار العائلة المقدسة، وزيارة الجبل الذي كلم الله منه موسى في سانت كاترين، ويؤكدون فيه أن مصر بلد آمن يفتح ذراعيه دائما لاستقبال ضيوفه.. كما قدم الوفد هدية تذكارية لوزير السياحة عبارة عن لوحة من خشب الأرز محفور عليها الآية الكريمة "تعالوا إلى كلمة سواء"