الشهيد شريف السواركي

فرقتهم الحياة ومتاعبها وأشغالها، إلا أن الموت جمعهم، في قصة مبكية تعكس حجم المأساة التي وقعت في تفجير مسجد الروضة المتطرف، الذي يتم الأطفال ورمل النساء، بعدما ارتفاع أعداد الشهداء إلى 305، فضلًا عن عشرات المصابين، في الحادث الأعنف الذي تشهده البلاد نتيجة الإرهاب الغاشم، إنها قصة شريف السواركي وأخواته، الذي جمع أمتعته الخميس الماضي، في حقيبة أخيه الأصغر، وانطلق من السويس، قاصدًا شمال سيناء، في زيارة عائلة لشقيقيه حسن وسالم.

وبعدما وصل شريف إلى مسقط رأسه وجلس وقتًا قصيرًا مع شقيقيه ببئر العبد، توجه شريف عبد المالك سالم وشقيقيه، و3 من أبناء عمومته إلى مسجد قرية الروضة ليؤدوا الصلاة، والذي كُتبت فيه نهايتهن على يد عناصر لا تخشى الله، ليروي شقيقهم الرابع "عيد"، الذي كان يجلس في السويس برفقة شريف، وهو يبكي بحرقة كيف استشهد إخواته الثلاثة، لافتًا إلى أن آخر مرة قابله كان الأربعاء الماضي، حيث كان يزور والدته، واستعار منه الحقيبة التي سافر بها إلى سيناء.

وأشار “عيد”، إلى أن شقيقه “شريف”،الذي يبلغ 37 عامًا، كان سندًا له في الحياة، وعشية موته، لم يغادر بعد الفجر، وإنما تأخر ليودع زوجته وطفليه عبدالله 5 أعوام، ويوسف الذي لم يتم 3 أعوام، ثم اتصل به قبل الظهر، وأخبره أنه في القنطرة وأنه فور وصوله للروضة سيتصل به ليطمئنه، على وصوله، ولكن أخباره انقطعت، وكان القلق والخوف يأكل قلبه ووالدته، حتى اتصل عمه وأخبره أن شريف وحسن وسالم و3 من أبناء أعمامهم مع الشهداء، وأنهم سيدفنوهم بالقرية.

ويعمل “شريف”، فني تشغيل، كما يعرفه الجميع بأخلاقه ولسانه الذي لا يتحدث إلا بالكلام الطيب، وتمتعه بالصفات الحسنة، والتفاني في العمل ما أهله إلى الحصول على تقدير ممتاز بالتقرير السنوي، ليترقى إلى درجة إخصائي فني تلك الدرجة التي كانت في انتظاره ليحصل عليها بعد أشهر.