الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الرسول "صلى الله عليه وسلم"، قد أخبرنا بأن أمته معصومة ـ فى مجموعها ـ من الضلال والخطأ، وأن أى فعل تجمع عليه وترتضيه هو فعل مشروع، وله حجيته، بل جعل ما استقرت عليه الأمة من قول أو عمل هو المعيار الحاسم فى الأمور الخلافية، التى تطرأ على حياة المسلمين، والتى يقول البعض أن هذا مشروع ولا بأس شرعا فى فعله، ويقول آخرون أنه ليس مشروعا ويجب رده ورفضه.

وأوضح شيخ الأزهر، فى الحلقة الثانية من برنامجه الرمضانى «الإمام الطيب»، أن التوجيه النبوى صريح وواضح فى قوله صلى الله عليه وسلم «إنَّ اللهَ لا يجمعُ هذه الأمَّةَ على ضلالةٍ؛ فإذا رأيتُمُ اختلافًا فعليكم بالسوادِ الأعظمِ»، والسواد الأعظم هم جماهير الأمة وعامتها، وبما يفيد بأن هذه الأمة ـ فى مجموعها ـ أمة ضمن الله لها العدل والعدالة وهداها الصراط المستقيم، وهو ما جعلها أمة جديرة بالشهادة على غيرها من الأمم.

وتحدث شيخ الأزهر عن الصفة الثانية وهى "الوسطية" والتى نقرؤها فى قولِه تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" [البقرة: 143]، والتى تمهد بدورها: «للشهادة على الناس»، موضحا أن النبى صلى الله عليه وسلم قد فسر «الوسط» بأنه «العدل»، بما يعنى أن الأمة الوسط: هى الأمة التى تتصف بصفة «العدل»، وسمى «الوسط» عدلا، لأنه نقطة متوسطة تمام التوسط بين طرفين، وإذا كان الوسط هو العدل؛ فهو مستلزم بالضرورة معنى الخيرية والأفضلية.

وقال شيخ الأزهر، إن القرآن الكريم حين يصف الأمة الإسلامية بأنها أمة الوسط، أى "أمة العدل"، فإنه لا يعنى أن هذا الوصف ثابت لكل فرد من أفراد الأمة، وأن كل فرد من أفرادها عادل؛ لا يظلم، ولا يعتدي، ولا يجور على أحد فى قوله أو فعله؛ فهذا ما لم يحدث ـ ولن يحدث ـ لأى مجتمع من مجتمعات البشر، وإنما المقصود ثبوت وصف العدل لمجموع الأمة لا لجميعها أى كل فرد من أفرادها، مضيفا أن العدل هو وصف للأمة فى مفهومها وعنوانها العام، وليس وصفا لها باعتبار أفرادها، وأن الآية الكريمة تفيد بأن التعديل الإلهى لهذه الأمة يكسبها الحصانة من الخطأ والضلال، فيما تنتهى إليه من إجماع على رأى أو فعل أو قول أو تشريع، ومن هنا كان إجماع الأمة مصدرا من مصادر التشريع.

ويذاع برنامج الإمام الطيب على عدد من القنوات والإذاعات والمنصات الرقمية فى مصر والعالم الإسلامى، بالإضافة إلى الصفحتين الرسميتين لفضيلة الإمام الأكبر على «فيسبوك وتويتر»، وقناة فضيلته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر ‏الشريف على مواقع التواصل الاجتماعى.

قد يهمك أيضًا :

شيخ الأزهر يوجه رسالة شكر للعلماء العاملين على إنتاج لقاحات كورونا

شيخ الأزهر ينعى ضحايا حافلة المعتمرين المصريين في السعودية