الأم المثالية في كفر الشيخ

لم تتوقع فوزها بلقب الام المثالية الأولى على مستوى المحافظة بسبب عدم علمها بقيام ابناءها بتقديم أوراقها للمسابقة هذا العام، حتى فوجئت بإعلان اسمها كأمًا مثالية أولى على مستوى محافظة كفر الشيخ.

فتحية كامل اللواتي، 62عامًا، والمقيمة في مدينة كفر الشيخ، والفائزة بلقب الأم المثالية الأولى على محافظة كفر الشيخ، تروي قصتها قائلة إن "زوجي توفي وترك لها 3 أطفال، كان أكبرهم في الصف الأول الثانوي وأصغرهم في الصف الخامس الإبتدائي، فعكفت على تربيتهم وعزمت الأمر على إلحاقهم بكليات تليق بأسم والدهم، الذي كان وكيلًا لمدرسة كفر الشيخ الصناعية،وحقق الله لي ما اردت  .

وأضافت الأم المثالية :"توفي زوجي منذ 22 عامًا وترك لي 3 أطفال هم "محمد ومنى ومحمود" وكنت وقتها لا أمتلك أي مصدر رزق فقمت بشراء ماكينة "خياطة" لاقوم بتربية أولادي منها وعدم مد يدي لأقاربهم، متابعة :" أستعنت بالله في تربية ابنائي وكنت أسهر الليل بجوارهم واذاكر لهم خاصة أن أبني الاكبر كان في الصف الأول الثانوي، وكنت اشجعهم على الدراسة حتى تخرج محمد في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، وأصر على الإلتحاق بالأكاديمية العسكرية حتى تخرج ضابطًا متخصصًا في القوات المسلحة، ولحصوله على تقديرات عالية أصبح مدرس بها منذ عام 2000 وحتى الآن وهو برتية مقدم، وأنا مستعدة لتقديمهم فداء الوطن" .

أوضحت فتحية :"التحقت منى بكلية التربية قسم طفولة وتعمل مدرسة في مدرسة علي عبد الشكور للغات الرسمية، في مدينة كفر الشيخ، بينما إلتحق الابن الأصغر محمود بالكلية الحربية، حتى أصبح ضابطًا في القوات المسلحة برتبة رائد، ويعمل في محافظة أسوان ."

وأضافت "صبرت وتوكلت على الله وكنت على يقين انه سيعوضني خيرًا في أولادي، حيث زرعت فيهم القيم والأخلاق وحب الوطن مثل والدهم الذي كان وكيًلا للمجلس المحلي الشعبي وقتها، وعضوًا بلجنة المصالحات وفض النزاع، حيث كان يخصص كل وقته لقضاء حوائج الناس".

وأكدت أنها لم تكن تنتظر جزاءً على تربية أولادها ولم تعلم بأنها فازت بلقب الام المثالية، ولا بتقديم أبناءها لها في الشؤون الإجتماعية، مشيرة إلى أنها فضلت أن تربي أبنائها بعيدًا عن اي شئ، وظلت تعمل لوقت طويل رغم أن زوجها توفي وهي في سن الـ40 من عمرها، مؤكّدة أن العمل عبادة وليس عيبًا طالما أنه شريف.

واختتمت فتحية حديثها قائلة :"بعد وفاة زوجي عرض عليا المحافظ آنذاك شقة ووظيفة لتربية ابنائي، وتكريمًا لخدمات وعطاء زوجي إلا أنني رفضت وفضلت تربية أبنائي من مالي الخاص والعمل على ماكينة خياطة للإنفاق عليهم، وقدم لي أولادي هذا العام  في المسابقة وفزت باللقب