القاهرة - مصر اليوم
كأنه يرتدي زي سوبر مان، قفز في مياه النيل بكامل ملابسه دون أن يشعر بنفسه، في محاولة منه لإنقاذ 3 شباب كانوا يسبحون فى المياه للهروب من حرارة الجو والاستمتاع بالمياه، ولا تربطه بهم أى علاقة سوى الإنسانية وصرخة الأم والأهل على فراق ذويهم فى حالة الغرق.كان يراقب ويشرف على وصول المعدية لمرسى شاطئ نهر النيل، بقرية بنى حسن الشروق، فى محافظة المنيا، ودون أي تردد قفز فى المياه بعد أن شاهد 3 أشخاص يغرقون فى النيل أثناء الاستحمام، الإنسانية فقط جعلته لا يفكر في مصيره رغم أنه موظف بالأجر اليومى ويعول جدته التي تتجاوز 90 عاما، لكنه وبطابع الأبطال وشهامة ولاد البلد لم ينتظر فريق الإنقاذ وقام هو بدور المنقذ.
يقول طارق معتمد محمد، الذى يبلغ من العمر 30 عاما من مركز أبو قرقاص، لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل بنظام السرك أو الأجر اليومى، وراتبه كان 350 جنيه حتى وصل إلى 500 جنيه، وأوضح: أعمل مشرف معدية بنى حسن الشروق، التابعة لمركز أبو قرقاص منذ 12 عاما وأعيش مع جدتى التى تبلغ من العمر 90 عاما فى منزل بسيط، وهو كل ما أملكه فى الحياة .وأضاف طارق: "المرتب لا يكفى لذا اضطر للعمل فى فترة الراحة، وأحيانا أقود توك توك حتى أحسن دخلى وأستطيع الإنفاق على المنزل، ولم أتزوج حتى الآن لأن إمكانياتى المادية لا تساعدنى على ذلك".
وعن إنقاذ الأشخاص الثلاثة، قال طارق، بعد وصول المعدية النيلية إلى شاطئ مرسى بنى حسن الشروق، كنت قد انتهيت من عملى وتوجهت ناحية الشاطئ حتى أحتسى كوبا من الشاى بالمقهى الصغير على الشاطئ، وأثناء تناول كوب الشاى فوجئت بالأشخاص الثلاثة يغوصون فى أعماق المياه كادوا يفقدون حياتهم، فلم أشعر بنفسى إلا وأنا فى مياه النيل بكامل ملابسى، وقمت باستخراج اثنين فى المرة الأولى، لأن أجسادهم كانت خفيفة، بينما الشخص الثالث ومن فضل الله أنه ابتلع كمية كبيرة من المياه جعلته يغشى على نفسه ولا يقاومنى أثناء سحبه وإنقاذه، رغم أن بنيانه الجسدى أكبر منى بكثير، فلو كان الشخص الثالث فى وعيه كنا غرقنا معا أثناء إنقاذه.
وأشار محمد طارق، إلى أن أعمار الشباب الثلاثة بين 16 إلى 18عاما وكانوا يلعبون فى مياه النيل بجوار المعدية النيلية لكن المياه جرفتهم إلى مسافات بعيدة كادت أن تسحبهم إلى الأعماق.واستكمل محمد طارق، أن الموقف تكرر معه كثيرا، فلم تكن المرة الأولى ولكن الرحمة فوق كل شئ، رحمة بالأم وصرخاتها أثناء فقدان أحد أبنائها فى مياه النيل تساوى عندى ألف حياة، مؤكدا أن عملية الإنقاذ لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة لأنها لو زادت عن ذلك كنت فقدت أحدهم خاصة الشاب الثالث.
واستطرد محمد: لم أفكر فى حالى المتردى وقررت على الفور النزول إلى المياه لإنقاذهم، وقمت بسحب اثنين فى أول مرة إلى الشاطئ وكانت أجسادهم نحيله، ثم رجعت وكاد الثالث أن يفقد حياته بعد أن ابتلع كمية كبيرة من المياه وجسده ضخم، وهذا ما ساعد المياه على سحبه، لكن عناية الله كانت معى وتمكنت من استخراجه على قيد الحياة"، مطالبا أولياء الأمور بأن تكون أعينهم على أبنائهم ويراقبوا أفعالهم جيدا حتى لا نصل إلى تلك المرحلة.
وأكمل أنه لم يكن يتوقع تكريم اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، ولكن هذا التكريم أعطاه حافزا ودافعا كبيرا من أجل الاستمرار فى العمل الإنسانى مهما كلفنى، مشيرا إلى أن عملية الإنقاذ كانت بين الساعة الثانية عشر والواحدة ظهرا، وتلك الفترة يأتى فيها سائقى التوك توك للإستحمام واللعب على شاطئ النيل بجانب المعدية النيلية وكثير من الحوادث وقعت هناك.وكان اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، إستقبل فى مكتبه طارق معتمد، موظف الوحدة المحلية، وكرمه على عمله الإنسانى بإنقاذ أرواح 3 أشخاص من الغرق، وقدم له شهادة تقدير ومبلغ مالى، مشيدا بابناء محافظ المنيا وأن يكون كل شعب مصر مثل طارق ويتخذه الشباب قدوة لهم .
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
محافظ المنيا يستقبل أول كفيفة رئيسة لقسم ذوي الاحتياجات الخاصة