الأقصرـ سامح عبدالفتاح
أشاد محافظ الأقصر محمد بدر، بالكشف الأثري الجديد الذي أعلنت عنه وزارة الآثار، أمس السبت، الخاص بالكشف عن محتويات مقبرة "صانع الذهب للإله آمون" الذي يدعى "أمنمحات"، والتي عثرت عليها البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربي للأقصر.
وأوضح محافظ الأقصر، أن الكشف الأثري الجديد، أدى إلى العديد من ردود الفعل الإيجابية في مختلف وسائل الإعلام العالمية، مما ساهم في الترويج السياحي المجاني للأقصر، مؤكدا أن الأقصر تعد أهم مدينة سياحية أثرية في العالم، وتم اختيارها العام الماضي كعاصمة للسياحة العالمية.
وأشار بدر، إلى أن الكشف الأثري الجديد، سيساهم في تشجيع كبرى شركات السياحة العالمية في العودة مرة أخرى لتنظيم رحلات سياحية إلى الأقصر، خاصة أن هناك الآلاف من السائحين حول العالم يرغبون في زيارة المدينة الفرعونية، ومشاهدة كنوز ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.
وكانت وزارة الآثار، نظمت أمس السبت، احتفالية كبرى للإعلان عن الكشف عن محتويات مقبرة "صانع الذهب للإله آمون" الذي يدعى "أمنمحات"، والتي عثرت عليها البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربي للأقصر.
وحضر الاحتفالية كل من وزير الآثار الدكتور خالد العناني، ومحافظ الأقصر محمد بدر، وسفير اليونان في القاهرة مايكل دياميسوس، وسفير قبرص في القاهرة شاريس موريتسس، والمستشار الثقافي الصيني في القاهرة شي يوون، وسفير صربيا في القاهرة دراجون بيسينك، ونائب مدير البعثات بسفارة سويسرا في القاهرة ادريان هوي، وعدد من أعضاء مجلس النواب وعدد من مديري المعاهد الأثرية الأجنبية في مصر، وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وأوضح مدير عام أثار الأقصر مصطفي وزيري، أن المقبرة المكتشفة تعود لعصر الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة، وتتكون من مدخل يؤدي إلى حجرة شبه مربعة تنتهي بلوحة عليها نص يحتوي على اسم صاحب المقبرة، وبها قاعدة مبنية بالطوب اللبن عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة و زوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما المدعو "نب نفر".
وأشار "وزيري"، أنه يوجد على يمين الداخل للمقبرة المكتشفة البئر الرئيسي للمقبرة الذي من المرجح أن يكون حفر لصاحب المقبرة وزوجته ويبلغ عمقه نحو 7 أمتار، ويؤدي إلى فتحة بها عدة دفنات تم العثور بداخلها على مجموعة من التوابيت والمومياوات والأقنعة الخشبية وبعض التماثيل صغيرة الحجم، موضحا أنه على يسار الداخل للمقبرة يوجد فتحة تؤدي إلى بئر عثر بداخله على مجموعة من التوابيت تعود لعصر الأسرتين "21 – 22" بعضها تعرض للحرق عمدا في العصور المتأخرة.
وأكد "وزيري"، أن أهمية المقبرة تعود إلى ما عثر بداخلها، حيث تم العثور على أجزاء للوحة تقدمة القرابين من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملي لشخص يدعى "مح" وكان يعمل تاجرًا بمعبد تحتمس الثالث، وبقايا لـ4 توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسرات "21 – 22"، بالإضافة إلى 150 تمثالا "أوشابتي" مصنوعة من الفيانس والخشب و الطين المحروق و الحجر الجيري ،بعضهم يحمل اسم "باخنسو" و"عنخ خونسو".
وكشف "وزيري"، عن أن البعثة نجحت أيضا في الكشف عن 50 ختمًا جنائزيًا من بينها 40 ختمًا تدل على وجود مقابر لأربعة أفراد لم تكتشف بعد في المنطقة، وهم الكاتب "ماعتي"، وشخص يدعى "بنجي"، وشخص يدعى "رورو"، والوزير "بتاح مس"، موضحا أن مقابر هؤلاء الأشخاص لم تكتشف حتى الآن وأن البعثة ستعمل على الكشف عن تلك المقابر خلال الموسم القادم.
وأضاف "وزيري" أن البعثة نجحت أيضًا في العثور على عدد من الأواني الفخارية، بالإضافة إلى تميمتين من الفيانس عليها مناظر تقدمة القرابين، ومسندين للرأس و7 أوستراكا من الفخار والحجر الجيري، ونموذج لتابوت من الفخار عليه كتابات بالمداد الأسود.
وقال أحد أعضاء البعثة المصرية العاملة في الموقع محمد بعبيش، إن التابوتين اللذين عثر عليهما داخله مصنوعين من الخشب الأرز وهما مستطيلي الشك، ويوجد داخل أحدهما مومياء لسيدة أما الآخر فيه مومياوتين لطفلين، الأمر الذي يرجح أن هذا البئر بمثابة دفنة عائلية، كما تم العثور على مسند الرأس الخاص بالسيدة ومجموعة من الأواني الفخارية، كما كشفت البعثة، عن بئر للدفن في الفناء الخارجي عثر بداخله علي 3 مومياوات لسيدة وابنيها، وعدد من الأواني الفخارية.
وأكدت عضو البعثة والمتخصصة في دراسة العظام الآدمية شيرين أحمد شوقي، أنه من خلال دراسة مومياء السيدة تبين أنها في العقد الخامس من العمر وتعاني من بعض الأمراض العظام وتشوهات في الفك، أما عن الدفنتين الآخرتين، فإن إحداهما في حالة جيدة من الحفظ وتخص شاب في العقد الثالث من العمر، وتبين من خلال دراستها أنه كان يعاني هو الآخر من بعض التشوهات، أما المومياء الأخرى فتشير الدراسات الأولية أنها ربما أضيفت للتابوت في وقت لاحق حيث أن التابوت يحتوي على مسند رأس واحد، وهي محنطة بطريقة غير جيدة حيث تُركت عظامه عارية وهي وتخص شاب في العقد الثاني من العمر.