نشرت مجلة طبية في بريطانيا دراسة حديثة عن استخدام الضحك كعلاج نفسي لعلاج الضغوط والاضطرابات النفسية. وأكدت دراسات نفسية حديثة أن الضحك وسيلة للتخلص من الصداع وآلام الظهر، وسوء الهضم، والإجهاد، واضطرابات ضربات القلب، كما أنه بديل للعقاقير المهدئة. وثبت أن المشاعر الإنسانية عدوى تنتقل بين الناس ومن حولهم ويتأثرون بها، والعبوس الزائد يؤثر سلبياً على الفرد ومن حوله، وبالتالي الابتسام والضحك ينشر الإحساس بالراحة والسعادة بين من نتعامل معهم. ويمتد تأثير الضحك على الفرد وحالته ليشمل وظائف الجسم الداخلية، حيث يساعد على زيادة الأكسجين الذي يصل إلى الرئتين، وينشط الدورة الدموية، ويساعد على دفع الدم في الشرايين، فيتولد إحساس بدفء الأطراف، وربما كان هذا هو السبب في احمرار الوجه حين نضحك من قلوبنا، كما تضفي بريقاً بالعين، حيث أكدت الدراسات أن مفعول الابتسامة إن كانت صادقة يختلف ظاهرياً وجوهرياُ. وما يتضح جلياً في الأعوام الأخيرة أن الإنسان أصبح يضحك بنسبة أقل عن الأعوام السابقة ، ويبدو أن هذا سر الأمراض النفسية الهائلة والتي تؤثر على الحياة الاجتماعية والكفاءات الحياتية بأكملها. و يفسر عالم النفس  "فرويد" أن الضحك  مثل اللهو ، يقوم على مبدأ اللذة والإنسان بصفة عامة يميل إلى ما يعطيه شعور اللذة وتجنب الألم، وبهذا يتضمن الضحك إنكاراً للواقع وتحرراً منه، وهو في ذلك يشبه الأحلام وبعض الحالات النفسية من حيث حدوثه على مستوى اللاشعور أو العقل الباطن، إلا أن الفارق  واضحاً بين الضحك وبين تلك الحالات، فنجد الضحك وسيلة صحية للتهرب وقتياً من هموم الحياة المعتادة، و استجابة صحية للتخلص من ضغوط الواقع الخارجي تحت ضبط الإرادة.  و ربط بعض العلماء النفسيين بين الضحك والعدوان بعد ملاحظة الكثيرين يضحكون أحياناً للمصائب والمواقف التي يتورط فيها الآخرون، وأحياناً يستخدم لمجاملة الآخرين، ومواقف مرضية نجد رد الفعل بالضحك نتيجة لبعض الاضطراب النفسي المؤقت مثل الضحك الهستيري، ونوبات الضحك البديلة للتشنج والتي لا تكون خلالها سيطرة العقل كاملة علي السلوك. وأنعم الله علينا بــ " الضحك " كدواء يمنع الحزن واليأس ، ويزيح الآلام النفسية ،ويستخدمه بعض الأطباء النفسيين كعلاج نفسي وتمرين رياضي في نفس الوقت ،ففي الطب النفسي  تقسم الوظائف العقلية إلى الوجدان المتمثل في العواطف، والإدراك المتمثل في التفكير، والنزوع المتمثل في السلوك ، و حين نضحك نمارس نشاطاً يتعلق بكل هذه الجوانب الثلاثة، أي أن الضحك هو عملية عقلية، فمثلاً إذا تعرض لموقف فيه دعابة فإنه يحس بالسرور ينبعث في نفسه حين يفهم ما يعنيه الموقف ويدركه ثم يكون التعبير عن ذلك بالضحك تلقائياً. وأشارت دراسات علمية بأن الأشخاص المتمتعون بالحس الفكاهي هم الأقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية ،ولذا فالضحك خير علاج ، و هو بصمة كل إنسان لمن حوله ، فامنح نفسك جواً هادئاً مشعاً بالتفاؤل بمجرد ابتسامة بسيطة تمنحها للآخرين ولنفسك أيضاً.