استطاع فريق من الباحثين من المعهد الأوروبي للمعلوماتية البيولوجية في لندن ابتكار تقنية جديدة في تخزين كميات كبيرة من البيانات على شكل من أشكال الحمض النووي لفترات تصل إلى عشرات الآلاف من السنين.تمكن فريق من الباحثين الأوروبيين من ابتكار تقنية جديدة لتخزين البيانات على شكل من أشكال الحمض النووي، وتتميز هذه التقنية بأنها يمكنها الاحتفاظ بكمية هائلة من البيانات تصل إلى 1.8 زيتابايت على أربعة غرامات فقط من الحمض النووي، ولفترات تصل إلى عشرات الآلاف من السنين. وقال فريق الباحثين من المعهد الأوروبي للمعلوماتية البيولوجية في العاصمة البريطانية لندن، في رسالة نشرتها دورية "نيتشر" العلمية ونقلتها مجلة كمبيوتر ورلد الأمريكية على موقعها الإليكتروني، إن التقنية الجديدة تسمح بتخزين مئة مليون ساعة على الأقل من ملفات فيديو عالية النقاء على كمية من الحمض النووي توضع في فنجان واحد.وقال نيك غولدمان، الذي شارك في إعداد الدراسة: "نحن نعرف أن الحمض النووي وسيلة فعالة لتخزين المعلومات لفترات طويلة لأننا يمكننا استخراجه من عظام حيوان الماموث الذي عاش على الأرض قبل عشرات الآلاف من السنين، ومع ذلك يظل بإمكاننا فهم المعلومات المخزنة عليه". وأضاف بالقول: "إنه مادة متناهية الصغر وشديدة الكثافة ولا تتطلب أي مصدر من مصادر الطاقة، وبالتالي فإن الاحتفاظ به هو مسألة سهلة".واشتركت شركة "أجيلانت تكنولوجيز" المتخصصة في صناعة معدات القياس الخاصة بالتحليل البيولوجي ومقرها كاليفورنيا مع المعهد الأوروبي في نقل البيانات وتشفيرها على الحمض النووي، حيث قامت الشركة بتحميل البيانات من الإنترنت ثم تكوين مئات الآلاف من قطع الحمض النووي لتمثيل هذه البيانات وتحويلها إلى سلسلة طويلة من الحمض.وتقول إيميلي ليبروست من شركة أجيلات تكنولوجيز إن "النتيجة كانت تشبه ذرات ضئيلة من الغبار". وبعد إتمام هذه العملية، قامت شركة أجيلانت بإرسال العينة إلى المعهد في بريطانيا حيث استطاع فريق الباحثين هناك معالجة الحمض النووي وفك شفرة البيانات دون أي أخطاء. وقال نيك "لقد صنعنا شفرة اعتمادا على شكل من أشكال النواة، ونعرف أنها ستدوم ، إذا ما توافرت الظروف الصحيحة، لمدة عشرة آلاف سنة وربما لفترة أطول"، مضيفاً: "طالما أن هناك شخص ما يعرف هذه الشفرة، فسوف يكون بإمكانه قراءتها إذا ما توافر لديه جهاز يمكنه قراءة الحمض النووي".