أكَّدَت رئيسة جمعية "قلوب بيضاء" في مراكش وعضو المنظمة الصحية لمحاربة السيدا في المغرب الدكتورة سامية عدلي أن عدد المصابين بالسيدا في المغرب يتزايد سنة بعد أخرى، فقد أُعلن عن 3034 حالة في 2009، ومن المؤكد أن هذا العدد ارتفع بعد ذلك، مشيرة إلى أن المنظمة لم تتوصل إلى حدود ظهر الجمعة 27كانون الأول/ ديسمبر بالرقم الحقيقي من وزارة الصحة لمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا، الذي يوافق 1كانون الأول/ ديسمبر من كل سنة. وصرَّحت عدلي في تصريح خلال ندوة نُظِّمت في ساحة جامعة السملالية للعلوم في مراكش، صباح اليوم السبت، ان استراتيجية المغرب تجاه السيدا فاشلة، لأن العدد في تزايد، وسلوك المغاربة تجاهه لم يتغير. وأوضحت المتحدثة نفسها أن الشراكات التي أبرمت مع عدة قطاعات لمحاربة السيدا لم تراوح مكانها بل منها ما بقي حبرًا على ورق، مضيفة أن المجهودات لمواجهة الداء يجب أن تتحول من التنظير إلى التنزيل، مع تضافر كل الجهود، لأن السيدا مرض اجتماعي وليس مرضًا طبيًا فقط. وكشف مصدر مطلع لـ "المغرب اليوم" أن حملة سيداكسيون لن تنظم هذه السنة، مشيرًا إلى أنها حملة تتسم بالضبابية في طريقة تدبير التبرعات، لذلك تراجعت نسبة التبرعات التي تقدم لها. وتراجعت قيمة التبرعات التي تم تحصيلها خلال أمسية سيداكسيون 2008 لفائدة المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)؛ مقارنة مع قيمتها المحصلة في الحملة الأولى في 2005 ومقابل 13 مليون درهم تم جمعها في الحملة الأولى لم تتجاوز قيمة تبرعات 2008 ستة ملايين و741 ألف درهم. وأكَّد تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في 2009 أنه تم الكشف عن المستويات المرتفعة من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز في شبكات متعاطي المخدرات بطريق الحقن في دول عدة من بينها المغرب بنسبة 6,5 في المائة، أي 1453 حالة حسب الإحصاءات الرسمية المغربية، التي تقدر عدد حاملي الفيروس بـ 25 ألفًا و934. وأوضح التقرير ذاته أن عدد الأشخاص الذين تم اختبارهم بالفيروس زاد في المغرب من 1500 شخص إلى 458,35 ألف شخص، مضيفًا أن الأوبئة تتركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير بين متعاطي المخدرات بالحقن والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. وشدَّد التقرير على ضرورة اعتماد استراتيجيات وقائية جديدة، في وقت تسجل 7400 إصابة جديدة يوميًا. وسَجَّل مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة عمر المنزهي، في تصريح سابق، أن عدد المصابين بداء السيدا في المغرب بلغ حتى 2009ما مجموعه 3034 حالة، موضحًا أن نسبة انتشار الداء شهدت ارتفاعا حيث تم تسجيل 70 في المائة من الحالات بين سنتي 2001 و002 2، مقابل 30 في المائة بين سنتي 1986 و.2000. وأوضح المنزهي أن الفئة الأكثر إصابة بالمرض هي فئة الشباب بين 15 و39 سنة (65 في المائة)، وأن نسبة إصابة النساء بالفيروس انتقلت من 19 في المائة بين 1986 و1990 إلى 40 في المائة بين 2004 و.2008. وحسب آخر التقديرات، فإن عدد الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة في المغرب انتقل حسب تصريح المنزهي إلى 14 ألفا و500، في سنة 2003 إلى 22 ألفًا و900 حتى نهاية سنة 2008.