القيلولة

 لطالما كانت القيلولة موضوعًا للنقاش، حيث يدافع عنها البعض كوسيلة لتجديد النشاط وتعزيز الإنتاجية، بينما يراها آخرون علامة على الكسل، ومع ذلك، تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن القيلولة القصيرة في فترة ما بعد الظهر قد تكون أكثر فائدة مما كان يُعتقد سابقًا، حيث تقدم مجموعة من الفوائد الصحية المعرفية والعاطفية والجسدية.

أظهرت الأبحاث وفقا لموقع onlymyhealth أن أجسامنا تميل بشكل طبيعي إلى فترة من النعاس في وقت مبكر من بعد الظهر، وعادة ما تكون بين الساعة 1 ظهرًا و3 ظهرًا، ويتزامن هذا الانخفاض في مستويات الطاقة مع انخفاض في درجة حرارة الجسم وزيادة في الميلاتونين، الهرمون الذي يعزز النوم، وهذا الإيقاع اليومي الطبيعي، المعروف باسم الانخفاض بعد الغداء، هو السبب وراء شعور العديد من الأشخاص بالنعاس بعد الغداء.

وجدت إحدى الدراسات أن القيلولة التي تتراوح مدتها بين 10 إلى 20 دقيقة يمكن أن تحسن بشكل كبير من اليقظة والأداء، دون التسبب في الخمول الذي يصاحب القيلولة الطويلة عادة، هذه القيلولة القصيرة، والتي يشار إليها غالبًا باسم "القيلولة القوية"، مثالية لإعادة شحن بطارياتك بسرعة دون التدخل في النوم الليلي.
الفوائد المعرفية للقيلولة

ثبت أن القيلولة تعمل على تعزيز الوظائف الإدراكية، بما في ذلك تحسين الذاكرة والإبداع والقدرة على حل المشكلات، وقد كشفت دراسة أجرتها وكالة ناسا على الطيارين ورواد الفضاء أن القيلولة لمدة 26 دقيقة تعمل على تحسين الأداء بنسبة 34% واليقظة بنسبة 100%، وتؤكد هذه النتيجة على أهمية القيلولة في المواقف التي يكون فيها الحفاظ على مستويات عالية من الوظائف الإدراكية أمرًا بالغ الأهمية.
وأبرزت دراسة أخرى أن القيلولة يمكن أن تعزز التعلم، وأظهرت الدراسة أن القيلولة يمكن أن تحسن قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها، وخاصة في المهام التي تتطلب الحفظ، وذلك لأن القيلولة تساعد على ترسيخ الذكريات، ونقل المعلومات من التخزين قصير المدى إلى التخزين طويل المدى.
الفوائد العاطفية والنفسية

يمكن أن تؤدي القيلولة القصيرة إلى تحسين الحالة المزاجية وتقليل مشاعر الإحباط، وتساعد القيلولة على إعادة ضبط الدماغ، وتقليل التوتر والقلق من خلال تقليل مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر الأساسي في الجسم.
الفوائد الصحية الجسدية

لا تقتصر فوائد القيلولة على الدماغ فحسب، بل إنها تقدم أيضًا العديد من الفوائد الصحية الجسدية. فقد أشارت الأبحاث التي نشرها المعهد الوطني للصحة إلى أن القيلولة يمكن أن تساعد في تنظيم ضغط الدم، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أخذوا قيلولة لمدة 30 دقيقة في فترة ما بعد الظهر كان ضغط دمهم أقل بعد الإجهاد العقلي مقارنة بمن لم يأخذوا قيلولة.
إيجاد التوازن الصحيح
رغم أن فوائد القيلولة واضحة، فمن المهم أن نلاحظ أن التوقيت والمدة أمران حاسمان. يوصي الخبراء بالحفاظ على القيلولة لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة لتجنب خمول النوم، والشعور بالخمول الذي قد يحدث بعد القيلولة الطويلة، ومن المستحسن أيضًا أخذ القيلولة في وقت مبكر بعد الظهر لتجنب التدخل في أنماط النوم في الليل.

قد يهمك أيضــــاً:

وقت القيلولة أقل من نصف ساعة يعادل تأخير الشيخوخة من ثلاث إلى ست سنوات

القيلولة طويلة المدة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية