القاهرة ـ مصر اليوم
أخطر ما يميز الفيلم التسجيلي "نهاية الرحلة" أنه وثيقة تاريخية يمكن الرجوع إليها عند الحاجة لتناول قضية أو فكرة أو مكان تناوله فيلم تسجيلي، وهو ما يتعارض مع أن نقتطع موقفا من سياقه التاريخي والحكم عليه دون مناقشة الفترة التاريخية التي تم اتخاذ فيها هذا القرار، وهو ما فعله المخرج أمير رمسيس في فيلمه التسجيلي عن يهود مصر "نهاية رحلة" عندما اقتطع قرارا بالموافقة على سفر اليهود المصريين مع تأشيرة "ذهاب بلا عودة" وتحميله النتيجة التي وصل لها يهود مصر الآن والتي تم وصفها على لسان ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بأنها تشعر باحساس الديناصورات قبل الانقراض، وكأن الرئيس الراحل حمال عبدالناصر هو من اجبر اليهود على الخروج من مصر ومنع من بقي من التزاوج واستمرار نسلهم، بل ويتم المقارنة بين ما حدث لليهود علي يد النازية وما حدث لهم علي يد المصريين ورغم ان نتيجة المقارنة من المفترض كانت في صالح المصريين والاعتراف بأنهم لم يجدوا كيهود في مصر ما وجدوه علي يد النازية إلا أنها مقارنة وقحة ولا تصح فلا هناك علاقة ولا هناك شبه بين الموقفين للمقارنة بينهما .
وحتي قرار الخروج بلا عودة لو وضعته في سياقه التاريخي فتجده قرار منطقي ففي الوقت الذي ينزح فيه اليهود من كل أنحاء العالم للكيان الصهيوني لمحاربتنا كان طبيعيا ان يتمسك اليهود المصريون الوطنيون بالبقاء في مصر تحت أي ظرف تأكيدا علي وقوفهم إلي جوار وطنهم وحتي دون انتظار قرار من الحكومة بذلك
اعتمد المخرج علي القصص الانسانية في حياة بطلات فيلمه الاثنتي عشرة في محاولة منه لاستشارة مشاعر المتلقي وللتعاطف معهن ومع قصصهن المؤثرة والتي كان للأحداث السياسية أثرها السييء علي حياتهن كما يري المخرج وكما تري بطلات الفيلم حمل الفيلم وجهة نظر واحدة ولم يتطرق إلي وجود اليهود الصهاينة الذين كان الزاما ان ينطبق عليهم بعض مثل هذه القرارات وصور المخرج العديد من المشاهد داخل سيارة وهي تتحرك وكأنه يشير إلي عدم الاستقرار الذي لازم اليهود طوال تاريخهم.