القاهرة - محمود حساني
رصدت " مصر اليوم" عددًا من مساجد شمال سيناء ، تُسيطر عليها عناصر الجماعات المتطرفة ، وتستغلها في تحقيق أهدافها ومآربها ، بعيداً تماماً عن أعين الحكومة وأجهزة الأمن المصرية .
ويوجد في محافظة شمال سيناء ، أكثر من 1134 مسجدًا خاضعًا لوزارة الأوقاف ، تتولى الوزارة أمورها من تعيين القائميين عليها والإشراف على الدروس والخُطب التي يتم إلقائها يوم الجمعة من كل أسبوع ، وفي الوقت ذاته هناك أكثر من 251 مسجدًا خاضعًا لسيطرة الجمعيات الأهلية ، بينما هناك أكثر من 72 مسجدًا تخضع فعلياً لسيطرة الجماعات المتطرفة ، لاسيما في القرى التي تتركز فيها في جنوب الشيخ زويد ، وبعد وصول جماعة "الإخوان" إلى حكم البلاد ، تم التوسع في إنشاء تلك المساجد ، وهو أمر شديد الخطورة .
وأكد رئيس الجبهة الوسطية لمحاربة التطرف ، صبرة القاسمي ، أن هناك بالفعل عشرات المساجد المنتشرة في قرى جنوب الشيخ زويد ، ورفح ، والعريش ، التي تخضع لسيطرة عناصر الجماعات المتطرفة ، وتتخذ منها مكاناً لنشر أفكارها المتطرفة والهدامة ، ونجحت في استقطاب شباب تلك القرى إليها ، من خلال الدروس والخُطب الدينية التي تُلقيها في تلك المساجد ، والتي تدور ، حول وجوب السفر إلى سورية تحت مزاعم نصرة أخواننا وأهالينا هناك ، وهي بالأساس تهدف من سفرهم إلى سورية ، إنضمامهم إلى تنظيم "داعش" المتطرف ، من خلال عناصرها الموجودين في التنظيم ، كما تدور حول وجوب محاربة قوات الجيش والشرطة .
ويضيف رئيس الجبهة الوسطية : هناك عدة عوامل يستغلها عناصر الجماعات المتطرفة في استقطاب هؤلاء الشباب ، ضعف الخدمات الحكومية ، والفقر ، وتدهور الأحوال المعيشية ، وارتفاع نسبة البطالة ، وبالتالي يقوم عناصر هذه الجماعات باستغلال هذه الظروف جيداً في استقطاب شباب سيناء إليها ، من خلال القيام بدور الحكومة الغائب ، حيث يقوم عناصر هذه الجماعات ، بتوفير السلع الأساسية لأهالي هؤلاء الشباب ، وتقديم مبالغ مالية بصفة شهرية ، وأمام كل ذالك لا يجد الشاب أمامه سوى الإنضمام إلى هذه الجماعات .
ويتفق معه مساعد وزير الداخلية الأسبق ، اللواء محمد نور ، أن عناصر الجماعات المتطرفة ، تستغل المساجد غير الخاضعة لرقابة وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ، في تحقيق أهدافها ومآربها ، واستقطاب شباب سيناء إليها من خلال الدروس والخُطب الدينية التي تُلقيها في تلك المساجد ، مُحذراً من خطورة هذا الأمر ، لاسيما أن قطاع عريض من شباب سيناء يُعاني من الجهل والأمية ، ومن السهل جداً استقطابه إلى هذه الجماعات ، بالإضافة إلى غباب تام للخدمات الحكومية في شتى المجالات التعليمية والصحية والإسكان .