القاهرة - مصر اليوم
بينما وصفه مراقبون بأنه «ضرورة مُلحة لتصويب مفاهيم الشباب والصغار، التي دأبت بعض جماعات الإسلام السياسي على نشرها وترديدها في المجتمع المصري لتحقيق أهدافها». أعلنت مصر «التوسع في مشروع (المدرسة الصيفية) التي أطلقته من قبل بالمساجد في ربوع البلاد لتحصين الشباب من الأفكار الهدامة». وقالت وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، أمس، إن «مشروع (المدرسة الصيفية) يضم مدارس علمية وأخرى قرآنية، ويهدف لتصويب المفاهيم الخاطئة التي تعلق بأذهان الشباب والصغار وتتعلق بالأمور والقضايا الدينية».
وتؤكد «الأوقاف» في هذا الصدد أن «المدارس القرآنية» تقطع الطريق أمام الأفكار التي تنشرها الجماعات المتطرفة. وقالت مصادر بالأوقاف، إن «المدارس يقوم بالتحفيظ فيها علماء لنشر التعاليم الإسلامية السمحة بين الصغار، والرد على كل ما يبثه بعض المشايخ غير الرسميين من آراء وفتاوى متشددة سواء في بعض (الزوايا وهي مساجد صغيرة غير منضمة للأوقاف)، أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع التابعة لهم». وأضافت المصادر التي تحدثت مع «الشرق الأوسط»، أن «(المدارس الصيفية) عليها دور كبير في مواجهة ما ينشر في بعض (الزوايا الصغيرة) في القاهرة والمحافظات، التي ما زالت يسيطر على بعضها مشايخ غير رسميين يحملون أفكار بعض الجماعات الإرهابية».
مراقبون أكدوا في هذا السياق، أن «بعض حلقات تحفيظ القرآن في المساجد والزوايا تحولت إلى ستار للترويج للأفكار الهدامة خلال السنوات الماضية».
اقرأ ايضًا:
وزير الأوقاف يؤدي خطبة الجمعة بمسجد عبد الله مكاوي بالدقي
ووجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، قيادات الوزارة، أمس، بضرورة بذل أقصى جهد في المشروعات التنويرية وخاصة المدارس العلمية والقرآنية، والدفع بالواعظات، للمشاركة في المدارس العلمية والقرآنية وصولاً إلى بناء الشخصية الوطنية التي تستطيع أن تفرق بين الفكر المستنير وغيره.
وقال جمعة في بيان لوزارته أمس، إن «(المدرسة الصيفية) للمسجد الجامع تستهدف الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى التعليم قبل الجامعي؛ تحصيناً للنشء والشباب من أي أفكار هدامة، وتصحيحاً للأفكار المغلوطة التي ربما وصلت إلى عقول البعض منهم، وبناء للشخصية الوطنية السوية الواعية»، موضحاً أن «بناء الوعي الوطني لدى النشء والشباب هي مهمة كل وطني، والهدف الرئيسي للمدارس العلمية والقرآنية هو بناء الشخصية الوطنية الواعية بقضايا أمتنا، والاهتمام بخدمة القرآن الكريم وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ولهذا تسعى الوزارة دائماً للتوسع في المدارس القرآنية والعلمية».
وسبق أن وضعت الدولة المصرية إجراءات مشددة على المساجد والزوايا منذ سقوط حكم تنظيم «الإخوان» الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً، وقصرت الخطب والدروس على الأزهريين، ووحدت موضوع خطبة الجمعة، ومنعت أي جهة غير «الأوقاف» من جمع أموال التبرعات، بهدف التصدي لدعاة التشدد والتطرف.
الشيخ أحمد عبد الحميد، محفظ بمدرسة قرآنية في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، قال إن «(المدارس القرآنية) تُسهم في إخراج جيل يحفظ كتاب الله، ومُحصن ضد أي أفكار شاذة متطرفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الإقبال على المدارس القرآنية كبير جداً من الشباب والأطفال، وأغلب الأسئلة تتعلق بقضايا ومفاهيم نشرتها الجماعات الإرهابية لبث الفرقة في المجتمع المصري». وأوضح عبد الحميد أن «هذه المدارس تحفظ الأطفال والشباب من السطو الفكري الذي استغلته بعض (الزوايا) في الحواري والأزقة بالمناطق الشعبية وفي القرى بالمحافظات، وتأتي ضمن خطة وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الديني الوسطي».
قد يهمك أيضًا:
جمعة يؤكد أن الإذن بالقتال في الإسلام محصور في رد الاعتداء ودفع الظلم