آليات العمليات العسكرية

لم تتوقف الحرب على الإرهاب في سيناء على مدار 6 سنوات؛ منذ إعلان الجيش المصري عن العملية نسر، مرورًا بعمليات حق الشهيد، ووصولاً إلى الحملة الشاملة التي أعلن عنها المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي.

يرصد مصدر صحافي  الأجواء والأبعاد الأمنية التي جرت فيها العمليات العسكرية وفقًا للمتغيرات التي حدثت لمعرفة الفرق بين هذه العمليات السابقة والحملة الأخيرة التي بدأت القوات المسلحة تنفيذها في الساعات الأولي من صباح السبت، على مدار عشرة سنوات ظلت شبكة الأنفاق الممتدة أسفل المنطقة الحدودية التي تربط قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء. تحولت هذه الأنفاق من وسيلة لنقل المواد الغذائية إلى شبكات تستخدم في نقل البشر والبضائع وعبور السيارات والسلاح، وفي عام 2014 تمكنت القوات المسلحة من تدمير الجزء الأكبر من هذه الأنفاق باستخدام مياه البحر التي نُقلت عبر مضخات إلى فتحات هذه الأنفاق.

ويؤكد الخبير الأمني اللواء حسام سويلم، استخدام العناصر التكفيرية لهذه الأنفاق في ظل الفوضى الأمنية التي شهدتها سيناء عقب ثورة 25 يناير، ولذلك ساهم هدمها في حصار هذه العناصر الإرهابية التي كانت تلجأ إليها وتتنقل بينها أثناء مداهمة قوات الجيش للأماكن التي كانوا يتمركزون فيها، ويري سويلم أن هذه العملية تختلف عن العمليات السابقة، وستكون نتائجها مختلفة، بسبب التخطيط والاستعداد الجيد لها، الذي امتد إلى التنسيق الخارجي مع حركة حماس.

تعمدت حركة حماس غضّ الطرف عن تحركات العناصر الإرهابية في سيناء منذ الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين منتصف 2013، وحتى جرت تفاهمات بين الحركة الفلسطينية المسيطرة على القطاع والمؤسسات الأمنية في مصر أواخر عام 2017، عندما شعرت الحركة بخطورة التكفيريين داخل القطاع عليها.

وزادت مخاوف الحركة بعد انضمام العشرات من أعضائها إلى داعش في سيناء، وفق ما يقوله محمد جمعة الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمتخصص في شؤون الجماعات الراديكالية، ما دفع الحركة الفلسطينية إلى الدخول في تفاهمات مع السلطات المصرية، وهو الأمر الذي استفز عناصر داعش في سيناء، كما ظهر في إصدار "ولاية سيناء" الأخير، والذي كان موجهًا للحركة والتي وصفها بالمرتدة وتوعدت أنصارها بالقتل.

يؤكد "جمعة" أن المُصالحة بين فتح وحماس برعاية مصر، دعم الدولة، هذا علاوة على الصدام الذي ظهر جليًا بين "حماس" والتكفيريين عقب إنهاء إجراءات المصالحة، وهو ما سيظهر على أرض الواقع في الحرب التي يشنها الجيش الأن على أوكار التكفيريين.

ويرى الخبير الأمني حسام سويلم أن الخلاف بين داعش وحماس يجعلنا نضمن عدم غضّ الطرف عن تحركات التكفيريين، كما كان يحدث قبل ذلك.

وحرص "داعش" على التواصل مع الجماعات المسلحة التي تتبنى الفكر الجهادي في معظم المناطق النشطة فيها، مقابل الحصول على المال والمُسلحين، وأعلنت عناصر تكفيرية في سيناء، مبايعتهم لأبي بكر البغدادي أواخر عام 2014، ووعدوا -في إصدارات سابقة لهم- بتنفيذ مئات العمليات الإرهابية. لكن مع انهيار التنظيم ودولته المزعومة؛ توقف الدعم الذي كانت تحصل عليه ما يُعرف بـ "ولاية سيناء" وهو ما دفعهم إلى السطو على فرع البنك الأهلي في العريش والاستيلاء على الأموال الموجودة في الخزينة الرئيسية للبنك.