القاهرة ـ مصر اليوم
حسم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء، الجدل في شأن التحاور مع الجماعات المتطرفة والإرهابية، مشدداً على أن "هذا الفكر غير قابل للحياة، وليس لديهم استعداد للتعايش". ولفت السيسي خلال حضوره حفلاً لإعلان استرداد الأراضي المعتدى عليها، إلى أن منفذي الاعتداءات على الأقباط أخيراً يهدفون إلى إيصال البلاد إلى الخراب، كما يحدث من حجم التشريد والقتل في دول أخرى. وتساءل: من قال إن الإسلام يسمح أن يتأذى أحد، وأن لا نحترم اختيارات الآخرين في الاعتقاد الديني الخاص بهم؟، مطالباً بـ احترم الاختلاف، والقبطي له ما للمسلم، وعليه ما عليه، ولو وصلنا إلى هذه الفكرة من دون تمييز أو تطرف ستتغير الأمور، خصوصاً أن التطرف والتمييز يبدآن من العقل. وأضاف: ليه المسلمين مش موجودين مع أخوتهم الأقباط يحموهم أو يموتوا معاهم؟.
وأكد السيسي في مداخله على هامش المؤتمر أن "الإنسان المؤمن حقاً، سواء أكان مسلماً أم مسيحياً، سيهتم بنفسه فقط ولا يتدخل في عقائد الآخرين... لو لدينا رقي ديني حقيقي مش هنميز، سواء مسلمين أو مسيحيين، ولو عندنا إيمان حقيقي وقريبين من الله فلن نتدخل في عقيدة أحد في الوطن... وستكون مسؤولاً عن نفسك فقط... عندما اعتدي على الآخرين أُسيء للإسلام، والكلام اللي بقوله ده حقيقي وليس تزييفاً، ولا تعتدوا على أرواح الناس وتعتقدوا أنكم تنصرون الدين".
وتطرق إلى تطورات الأوضاع شمال سيناء، منبهاً إلى أن هناك من لا يريد الخير والتنمية للبلاد بل يريدون القتل والتدمير... لن يكون هناك بناء للدول ولا الحضارات بالدم والقتل. وشدد على أن الإرهاب فكر غير قابل للحياة... هم لا يريدون التعايش والحوار، بل يريدون قتلنا، مؤكداً أن جهود التنمية في سيناء تمضي بالتزامن مع مكافحة الإرهاب".
وكان رئيس الحكومة المصرية شريف اسماعيل أكد في كلمته أمام الاحتفال أن الحكومة نجحت في استرداد مساحات كبيرة من أراضي الدولة من واضعي اليد، وأن الحملة مستمرة لاسترداد مزيد منها، موضحاً أن إجمالي التعديات الخاصة بالبناء التي تم حصرها بلغت نحو 168.5 مليون متر مربع، فيما يبلغ إجمالي ما تمت إزالته من التعديات وما هو جاهز لتقنين الأوضاع، نحو مساحة 118 مليون متر مربع، بنسبة 69 في المئة من إجمالي التعديات.
وأضاف: في ما يخص التعديات على الأراضي الزراعية التي تم حصرها، بلغ إجمالي مساحتها نحو 1.93 مليون فدان، وبذلك يكون إجمالي الإزالات وما هو جاهز لتقنين الأوضاع نحو 1.7 مليون فدان بنسبة 87 في المئة من الأراضي التي تم حصرها».
وتابع: «تمثل الحالات المتبقية مناطق ذات كثافات سكانية مرتفعة ومساحات مرفوع في شأنها دعاوى منظورة أمام القضاء أو مناطق استخدمت كمقابر، ويتم حالياً درس البدائل المناسبة للتعامل معها، وشدد على أن استرداد الأراضي المتعدى عليها يمثل أحد أهم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية في الوقت الحالي، معتبراً أنه ظاهرة استشرت على مدى عشرات السنين الماضية.
وخلال المؤتمر، أشار محافظ البحر الأحمر أحمد عبدالله إلى أن من بين الأراضي المتعدى عليها في المحافظة مناجم ذهب استغلها أفراد في التعدين العشوائي، مشيراً إلى أن السلطات اعتقلت 218 متعدياً على مناجم الذهب. لكن السيسي طلب الإفراج عنهم باعتبار أنهم كانوا يسعون وراء أرزاقهم، لكنه شدد على عدم السماح بأي تعديات على حرم ترعة أو مصرف أو نهر النيل.