واشنطن ـ عادل سلامة
ظهرت القمة التي جمعت الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أول من أمس، حرصًا على تعزيز العلاقات والتنسيق بين البلدين، وتطرقت إلى ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث دعا السيسي إلى مزيد من التنسيق، في جهود مكافحة التطرّف، مشددًا على أهمية مواصلة التصدي بحزم للتطرّف ووقف تمويله، وعد ترامب بدرس استئناف بعض المساعدات العسكرية المعلقة لمصر، وكانت الحكومة الأميركية قررت الشهر الماضي وقف مساعدات لمصر قدرها 95.7 مليون دولار، وتأجيل أخرى قيمتها 195 مليونًا لمخاوف تتعلّق بحقوق الإنسان، وعندما سئل ترامب هل سيستأنف المساعدات العسكرية لمصر، أجاب الصحفيين قبل بداية اجتماعه مع نظيره المصري: "سندرس ذلك بالتأكيد"، فيما نقل الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف عن الرئيس الأميركي إشادته، خلال الاجتماع المغلق مع ترامب، بـ"العلاقات المتميزة بين البلدين"، مؤكدًا حرص بلاده على تطويرها، فيما أكد ترامب أهمية العمل على "تعزيز توافق الرؤى إزاء سبل دفع العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بهدف تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين".
وقدم السيسي التعازي في ضحايا إعصار "إرما"، مؤكدًا على أهمية "العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة"، داعيًا إلى قـيام الجانبين بـ"العمل الدؤوب والمستمر للحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها انطلاقًا من الاقتناع بمردودها الكبير والمهم على مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى دورها في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، مشدّدًا على تطلع مصر إلى "مزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة في قضايا المنطقة، خاصة مكافحة التطرّف بما يمثله من خطر كبير على استقرار المنطقة والعالم"، مؤكدًا على أهمية "مواصلة التصدي بحزم للتطرّف، والعمل على إيقاف تمويله ومدّه بالسلاح والمقاتلين وتوفير ملاذات آمنة له".
وأوضح السفير علاء يوسف أنّه تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها "سبل إحياء عملية السلام، إذ عرض السيسي جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، حيث أشاد ترامب بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدًا على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف، كما التقى الرئيس المصري في نيويورك رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، في مؤشر جديد الى عودة العلاقات بين البلدين، التي تدهورت في أعقاب حادث مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني مطلع العام الماضي، حيث أشاد السيسي بـ"العلاقات التاريخية الوطيدة بين القاهرة وروما"، مرحبًا بـ"عودة الزخم إلى هذه العلاقات وتجاوز ما شابها من صعوبات"، كما تم خلال اللقاء استعراض تطورات قضية ريجيني، والاتفاق على "مواصلة التعاون الوثيق والمستمر بين جهات التحقــــيق في البلدين"، وأكّد الرئيس المصري تعهده التزام مصر الكامل للعمل على للوصول إلى حقيقة هذه الواقعة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، مؤكّدًا على حرص مصر على تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقـتصادية، من خلال وجود العديد من المواضيع التي تمثل أهمية بالغة للطرفين، إضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، وتمّ خلال اللقاء أيضًا بحث سبل تفعيل العلاقات السياسية بين الدولتين، والتطرق إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الوضع في ليبيا، حيث أكد السيسي أهمية التوصل إلى حلّ سياسي ينهي الأزمة ويحافظ على سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية، ويصون المصالح العليا لشعبها".
وذكر الناطق باسم الرئاسة المصرية بأنّ الرئيس السيسي التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأكّد دعم مصر جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين ودفع جهود التنمية المستدامة، وتمّ خلال اللقاء بحث آخر تطورات الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، اذ عرض غوتيريش الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل تيسير التوصل إلى تسويات سياسية لأزمات المنطقة، خاصّةً في الملفين السوري والليبي، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين مصر والأمم المتحدة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.