لقي 5 أشخاص من أبناء قرية طرفا في مركز سمالوط شمال المنيا، مصرعهم في الصحراء الغربية، خلال رحلة غير شرعية إلى الأراضى الليبية، بعد أن تركهم الميكروباص الذي يقلّهم وسط الصحراء، دون طعام أو ماء عقب مطاردة مع السلطات الليبية، وقد عثر رجال الهلال الأحمر في مدينة طبرق الليبية، على جثث كل من "إبراهيم خليفة أبو شوشة، وسعيد شحات سيد، ويوسف عبد الله محمود عبد الله، وجمعة عثمان محمود علي، ومحمد أحمد توفيق، مدفونة في الرمال"، حيث أفاد نسيب المتوفى يوسف عبد الله، سمير محمد، بأنّه "قرر الذهاب إلى ليبيا يوم الثلاثاء الماضي لاستكمال شقته في منزل والده، فهو متزوج من ابنتي، ولديه 3 أبناء، هم زياد، أحمد ومحمد، وكان يعمل في القاهرة منذ وقت طويل وقرّر العودة إلى القرية، ومن هنا حاول أن يستكمل أعمال بناء شقته فقرّر أن يذهب إلى ليبيا وحصل اللي حصل"، مضيفًا "تلقيت الخبر من أقاربنا هناك في ليبيا، وأكّدوا لي أنّه تم احتجاز المسافرين في حاوية لمدة 4 أيام من دون ماء أو طعام حتّى توفوا جميعًا، وتمّ دفنهم في ليبيا".

وكشف عيد الجازوي، من أبناء سمالوط، بأنّه تقدّم بطلب إلى محافظ المنيا، لمتابعة الوضع مع وزير الخارجية لإعادة جثث الشباب فهم شباب مصر، ومن الصعب أن يدفنوا خارج وطنهم، أمّا والد المتوفى إبراهيم، خليفة أبو شوشة، وهو مزارع، فقال "حذرت نجلي مرات عديدة من السفر إلى ليبيا، وقدمنا له النصيحة أنا وشقيقه الأكبر، لكن مع ضيق الحال وقلة العمل قرر السفر إلى ليبيا مرة أخرى دون علمنا، لافتًا إلى أنّ إبراهيم، عمره 26 عامًا، تزوج منذ قرابة 5 أشهر فقط، حتّى أنني لم أعلم إذا كانت زوجته حاملًا أم لا، وقراراته كان يأخذها بنفسه خاصة قرار السفر، والعودة إلى ليبيا مرة أخرى"، متابعًا "لديه 3 أبناء محمود 33 عامًا، ومقيم في السعودية، وخالد 28 عامًا، وعبد الله 19 عامًا"، بنتما صرّحت زوجة سعيد شحات، فاطمة محمد، 33 عامًا، وهو عامل من أبناء قرية طرفا، "زوجي سافر مع ابني الوحيد، الذي لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المادية السيئة، وحاولت منعه من السفر إلّا أنني فوجئت بسفر ابني مع والده، وموته، وقام والده بدفنه بعدما نجا من الموت، حيث خلع جلبابه وكفنه به فيما دخل زوجي المستشفى، وما زال يرقد هناك، وعرفنا الخبر منه بعد تحسّن حالته الصحية في مستشفى طبرق"، مضيفة "ابني وزوجي في وقت واحد، الأول مش قادر ينزل والثاني مات وسط الصحراء".

ويُشار إلى أّنّ جهاز الهجرة غير الشرعية في مدينة طبرق الليبية، كان قد عثر مساء يوم الجمعة الماضية، على 35 جثة مهاجر مصري غير شرعي، جنوب بوابة الـ200، بنحو 250 كيلومترًا بالقرب من وادي علي، داخل منطقة الرمال، وتم نقل الجثث إلى مركز طبرق الطبي، في حالة تعفن تام، وعُثر على عدد من الجوازات والبطاقات الشخصية بحوزة الضحايا.