القاهرة- علي السيد
أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الجامعة سوف تستمر بكل طاقاتها في عملها المنهجي، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتنفيذ كل ما صدر عن القادة العرب من قرارات في القمم السابقة، وعلى رأسها تطوير خطة العمل العربية الأفريقية المشتركة للأعوام المقبلة والتي سيتم عرضها على اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب والأفارقة للتداول حولها وإقرارها.
وقال أبو الغيط، خلال كلمته في اعمال القمة الأفريقية، الأحد، "يظل الفضاء المشترك بين العالم العربي وأفريقيا مسرحًا للعديد من بؤر التوتر وانعدام الاستقرار، وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا المشتركة وأن نوظف قدراتنا بشكل تكاملي لمواجهة هذه التحديات ومعالجة الأسباب العميقة التي أدت إلي نشوبها وتفاقمها ... إذ أن فرصنا في النجاح سوف تتعزز كثيرًا إذا ما عملنا سويًا واعتمدنا أكثر على بعضنا البعض لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها ... وهى في أغلب الأحيان تعتبر متقاربة إن لم تكن متطابقة".
وأشار أبو الغيط إلى الأزمة في ليبيا، التي تمثل أولوية مشتركة للجامعة العربية وللاتحاد الأفريقي، وتتقاطع فيها جهود المنظمتين ودولهما الأعضاء، سعيًا منا إلى إنهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها ليبيا، وتوحيد مؤسساتها المختلفة، وبناء هياكل مستقرة لدولتها، وإتمام مجمل الاستحقاقات المتبقية، وأضاف "أقدر صادقًا أنه يمكن للجامعة والاتحاد أن يضطلعا بدور أكثر فاعلية لمرافقة أشقائنا في ليبيا في هذه المسيرة، بما في ذلك في سياق المجموعة الرباعية التي تجمعنا مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي" .
وأكد أبو الغيط على أن الجامعة تظل على أتم استعداد للمساهمة في أي جهد – على الصعيدين السياسي والفني – لمعالجة أزمة المهاجرين والتصدي للانتهاكات التي يتعرضون إليها في ليبيا، سواء عبر مساعدة مؤسسات الدولة الليبية، أو الدول المجاورة لها، أو الآلية الثلاثية التي تم تشكيلها بين الاتحاد والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشدد الأمين العام على أن القضية الفلسطينية تظل على رأس الأجندة المشتركة للعالم العربي وأفريقيا، معربًا عن التقدير للموقف الأفريقي الثابت والمبدئي في مناصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في نيل حريته وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه، قائلًا "كما يهمني بصفة خاصة أن أشيد بالدول الأفريقية التي وقفت دائمًا – رغم كافة الضغوط المكشوفة التي تمارس عليها – مع الحق الفلسطيني في المحافل الدولية، وهو ما أثبتته مجددًا، ومشكورة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض القرار الأميركي أحادي الجانب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها".
وتابع أبوالغيط: "نحن نثق في أن هذا التضامن الأفريقي مع أشقائنا الفلسطينيين سوف يبقى قويًا وثابتًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ورافضًا لمحاولاته في الترشح لمجلس الأمن الدولي الذي يخرق قراراته ويحتقر إرادته، ومستنكرًا لكل مسعى يقوم به لإحداث شرخ في العلاقات العربية الأفريقية والنيل من خصوصيتها ... وذلك إلى أن يتم التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"