القاهرة ـ مصر اليوم
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، خلال لقائه مع ماساجوس ذو الكفل، وزير الشئون الإسلامية ووزير تنمية المجتمع في سنغافورة، على أهمية التعاون المشترك بين مصر وسنغافورة في مجالات الفكر الديني الوسطي، ودعم العلاقات الثنائية في المجالات الثقافية والدينية والتدريبية. وأوضح الأزهري أن تعزيز هذه العلاقات يتطلب التزامًا مستمرًا بالقيم الوسطية التي يدعوا إليها الأزهر الشريف، مع ضرورة تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك، والالتزام بمبادئ الحوار والتعاون بين مختلف الثقافات والأديان.
وأشار وزير الأوقاف إلى أهمية تبادل الخبرات بين مصر وسنغافورة في مجال نشر الفكر الوسطي، مؤكدًا أن مصر تسعى دائمًا لتعزيز التعاون في كافة المجالات، بما في ذلك إعداد وتدريب الأئمة والكوادر الدينية، لتحقيق السلام والوئام بين الشعوب. كما أثنى الأزهري على التجربة الرائدة للمسلمين في سنغافورة، التي تعد نموذجًا حقيقيًا للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والأعراق في مجتمع متعدد الثقافات، معربًا عن إعجابه بكيفية تأثير هذه التجربة على رفعة الوطن وتنميته.
من جانب آخر، عبر وزير الشئون الإسلامية في سنغافورة عن رغبته في فتح آفاق جديدة للتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية في مجالات الثقافة والدين، مشيدًا بخبرة الوزارة في مجال نشر الوسطية الدينية. وأكد أن سنغافورة تسعى إلى الاستفادة من هذه الخبرات من خلال المزيد من التعاون المثمر بين البلدين، مضيفًا أن العديد من القيادات الدينية في سنغافورة قد تلقت تعليمها في الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن المفتي الحالي في سنغافورة، فضلاً عن المفتيين السابقين، هم جميعهم من خريجي الأزهر. وأكد أن خريجي الأزهر في سنغافورة يعتبرون دعاة للسلام وينشرون قيم التسامح والأخوة بين مختلف أطياف المجتمع السنغافوري، متبعين نهج الوسطية التي تميز الأزهر الشريف.
كما أضاف الوزير السنغافوري أن الأزهر أسهم بشكل فعال في تحقيق التعايش والوئام في سنغافورة، من خلال خريجيه الذين يعملون على نشر هذه القيم في المجتمع المحلي. وأوضح أن هؤلاء الخريجين يراعيون خصوصية سنغافورة كدولة متعددة الأديان والأعراق، ويركزون على تطبيق الأحكام الشرعية بشكل يتناسب مع واقع المجتمع السنغافوري، مع مراعاة الظروف الاجتماعية والسياسية المعاصرة.
وفي خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين البلدين، أعلن الوزير السنغافوري عن بدء تأسيس كلية سنغافورة للدراسات الإسلامية بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية. وأوضح أن هذه الكلية ستكون بمثابة مركز علمي كبير يساهم في تخريج كوادر علمية مؤهلة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا على المستوى الدولي. وأعرب عن تقديره الكبير للمساعدة التي تقدمها دار الإفتاء المصرية في تطوير المناهج الإفتائية، لا سيما في تدريب الكوادر الدينية.
من جهته، أعرب الدكتور أسامة الأزهري عن فخره بالتعاون مع سنغافورة واعتزازه بتجربة التعايش الديني الفريدة التي تمثلها. وأكد استعداد وزارة الأوقاف المصرية الكامل للمشاركة في جهود إنشاء الكلية، ودعم مناهجها الأكاديمية، بما يتماشى مع النهج الأزهرى الوسطي الذي يعتمد على القيم الإسلامية الحقيقية. كما تم خلال اللقاء مناقشة عدد من الأفكار والمقترحات التي من شأنها الارتقاء بفقه الوقف وإدارته، بما يتوافق مع التحديات المعاصرة واحتياجات المجتمع المحلي والدولي.
وقد أكد الجانبان على أن هذه الخطوة تمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون المشترك بين مصر وسنغافورة، وتفتح الأفق لمزيد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال نشر الفكر الوسطي وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.
قد يهمك أيضا:
أول تعليق من أسامة الأزهري بعد إثارة مسألة "الإذن في الذكر"
انطلاق الموسم الثاني من برنامج حامل المسك للدكتور أسامة الأزهري على الراديو 9090