القاهرة ـ علي رجب
أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن التظاهر السلمي جائز شرعًا من حيث الأصل، ويُعد حقًّا مكفولاً لكل مواطن، وأوضح فضيلته أن التظاهر السلمي من وسائل الاعتراض الجماعي التي عرفها المسلمون في أزمنة وأماكن مختلفة قديمًا وحديثًا طالما أن هذه الوسائل تتم في سياق مساحات التنظيم البشري الساعية للإصلاح بما لا تتصادم مع نصوص شريعة دين الله الحنيف، ولا تعطل أو تؤثر بالسلب على المصالح العليا للبلاد والعباد في الداخل أو الخارج، لافتًا إلى أن الأصل في طلب الحاجات من الحاكم أنه مشروع؛ لأن مهمة ولي الأمر هي قضاء حوائج الرعية، وبالتالي فإن التظاهر لهذه الغاية مشروع؛ لأن الوسائل تأخذ حكم غاياتها ومقاصدها. وشدد مفتي الجمهورية على وجوب محافظة الجميع على أيديهم نقية غير ملوثة بدماء إخوانهم المصريين، مشددًا على أن تلوث الأيدي بالدماء ليس بالضرورة أن يكون عن طريق القتل المباشر، وإنما الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف بما يرتقي لأن يكون قتلاً مباشرًا يقع المؤمن معه فيما لا يمكنه الفكاك منه، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا"، وقوله: "من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، لقي الله وهو مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله".وأشار مفتي الجمهورية إلى أن حماية المظاهرات السلمية جزء من واجبات أجهزة الدولة، وأهاب فضيلته بالمتظاهرين من أصحاب الرأي والرأي الآخر باحترام الملكيات العامة والخاصة. وحذر فضيلة المفتي في ختام بيانه منظمي هذه التظاهرات من اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب والإثارة ونشر البلبلة والفوضى وتحويل غايتهم السلمية إلى غايات أخرى مدمرة ومسيئة لهم وللوطن، كما حذر من اتخاذ سلوك يخالف سلوك المسلم من سب وشتم ولعن لأصحاب الاتجاهات أو الآراء الأخرى. مشيرًا إلى قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء". كما أهاب مفتي الجمهورية أيضًا بالجميع في مثل تلك الأحداث باللجوء إلى الله جل وعلا، وأن يلحوا بالدعاء بأن يحفظ الله مصر من كل سوء ومكروه.