القاهرة ـ علي رجب
طالب خطيب الجمعة في الجامع الأزهر، زكريا مرزوق، بضرورة إنهاء حالة الصراع السياسي وحالة الانقسام والمواجهة بين الإخوان ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وبين بقية فئات المجتمع، مستنكرًا الاعتداءات المستمرة على الكنائس المصرية، لاسيما في صعيد مصر عقب فض اعتصام رابعة العدوية. وشدد على حاجة مصر الماسة اليوم إلي جمع كلمة المصريين ونبذ العنف كافة، وأن الخلاف يفتح باب الشيطان، مطالباً بعدم الانحراف عن الإسلام الدين الواضح الذي بدأه الرسول ببناء الدولة، الذي يوحد الصفوف والأخلاق، فلا يقتل المسلم ولا يغش ولا يسرق. ووجه كلمة للأمة والمصريين، قائلاً "لا تنازعوا حتى لا تفشلوا، ومن أراد أن يقيس أفعاله علي الإسلام، عليه أن ينظر في كتاب الله وسنة رسوله، فهما مرآة الإسلام ومن بعد عنهما فعليه أن يراجع نفسه. وشددت خطبة الجمعة، على حرمة الدماء والمصالحة، وأن إخوة الإسلام تحرم دم المسلم على المسلم، مشيراً أن علاقة المسلم لا تقتصر علي أخوة النسب، بل أخوة الإسلام التي تعددت إلي الجيران لغير المسلمين الذين أمنهم الرسول علي أموالهم وأعراضهم ودمائهم، التي هدد الرسول من يتعداها أن يكون خصيم النبي يوم القيامة، حينما قال من أذي ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة. وأشار أن النبي لم ينقض عهد الذميين حينما دخل المدينة، ولم يهدم معبد ولا كنيسة، وأكد أن المصريين بكل دياناتهم أمام الله سواء، مطالباً الجميع بالعودة إلي صوابهم في وقت صعب تمر به مصر،لافتًا أن دائرة الإسلام لا تقتصر علي أداء الصلاة، بل منها أمور أخري بأن يسلم المسلمون من لسانه ويده، مطالباً من يدعي فهم الإسلام بأن يعلم أصوله وفروعه أولاً قبل الحديث عن الإسلام، مؤكداً أن الناس أحبوا الإسلام وعشقوه لسماحة دين الله ودعوته إلي المحبة والإخاء. وأختتم، أن الناس الذين أحبوا الإسلام لم يروا الله، ولكنهم أحبوه لأنهم عاشوا السماحة في دينه وأحسوا بوجود الرسول بينهم بسنته، مؤكداً أن دولة الإسلام نشأت علي المحبة والإخاء، وشعر الناس فيهم بالأمان، آثر فيها الأنصار علي أنفسهم للمهاجرين، مشيرًا أن دولة الإسلام نشأت لمهاجرين وأنصار تحابوا وحكموا الله فيما بينهم، مؤكداً أن الرسول اشترط في دخول المسلمين الجنة بالمحبة التي تبدأ بإفشاء السلام.