غزة – محمد حبيب
بدأ جيش الاحتلال تنفيذ خطة إجلاء قواته من مواقع الحراسة للمستوطنات المجاورة لقطاع غزة والقريبة من السياج الأمني، بعد قرار اتخذته وزارة الجيش قبل قرابة شهرين، إثر إطلاق الصواريخ على عسقلان وعودة التوتر المحدود جنوب الأراضي المحتلة ووسط غضب المستوطنين.وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اكتفى الجيش الإسرائيلي بتحذير المستوطنين بعدم الاقتراب من الأماكن الزراعية القريبة من السياج الأمني والابتعاد عن المناطق المفتوحة، بحيث بدأ الجيش الإسرائيلي بالخطوة الأولى من هذه العملية قبل شهر، وهي تقليص عدد المركبات العسكرية على طول الحدود مع غزة. وجه كلا من: رئيس مجلس "شعار هانيغيف" ألون شوستر، ورئيس مجلس "اشكول" الإقليمي حاييم يالين، رسالة إلى وزير جيش الاحتلال "موشيه يعلون"، يطالبونه بـ "التراجع عن القرار نظرا لخطورة الوضع الأمني في الجنوب". وقال رئيس مجلس "اشكول": إن "حماس" تحفر المزيد من الانفاق وستقوم بإطلاق المزيد من الصواريخ، لذلك يجب بقاء قوات الجيش لحماية التجمعات والبلدات الإسرائيلية من أي خطر ومن أي تسلل. وردَّ مكتب وزير الجيش على الرسالة، قائلا: إن الجيش الإسرائيلي يتطلع لاتخاذ خطوات بديلة ومتطورة لحماية المستوطنات خصوصا في الجنوب، والاعتماد على الوسائل الإلكترونية الدقيقة، الأمر الذي يسهل طبيعة عمل الجنود على الحدود مع غزة.وأضاف مسؤول في مكتب وزير الجيش أن "الجيش الإسرائيلي نشر وحدات مراقبة وأساليب دفاعية متطورة على طول الحدود مع غزة، ولن يكون هناك لزوم لتواجد كبير من قوات الجيش ولن يتغير شيء على نظام الحماية، وسيبقى الجنود يعملون ليلا نهارا لحماية البلدات من أي تسلل أو هجوم". قدم مندوب إسرائيل الدائم إلى الأمم المتحدة رون بروس أور شكوى إلى السكرتير العام للمنظمة الدولية وإلى مجلس الأمن الدولي بشأن إطلاق القذائف الصاروخية، صباح الإثنين، من قطاع غزة على إسرائيل.وجاء في الشكوى، حسب الإذاعة العبرية، أن "حركة "حماس" تواصل نشاطها الإرهابي في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل مفاوضات سلام مع الفلسطينيين وهي ترد على المساعي لإحلال السلام في المنطقة باستهداف المدنيين العزل". وأضاف المندوب الإسرائيلي أن "حماس تستخدم مواد البناء التي تسمح إسرائيل بإدخالها إلى القطاع لبناء أنفاق بهدف ما زعمه ارتكاب اعتداءات إرهابية".نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية، قولها: إن فصائل غزة باتت معنية بتصعيد الأوضاع مع تل أبيب، في ظل ازدياد الضغوط على "حماس" من قبل مصر والنقص الكبير في الأموال الذي تعاني منه.وحذرت من أن "استمرار إطلاق الصواريخ سيجعل من أمر تنفيذ عملية بغزة أمرا قريبا ومحتوما، لتجنب إيقاع ضحايا في المدنيين الإسرايليين جنوب البلاد".وكان الوزير لشؤون الاستخبارات الإسرائيلية يوفال شتاينتس، أعرب، الإثنين، عن اعتقاده بأنه إذا استمر أو تصاعد إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة فلن يكون هناك مناص من حسم الأمور هناك عاجلا أم آجلا. وأضاف شتايتس أنه "لا يرى سبيلا لتسوية مشكلة قطاع غزة، من خلال عملية التفاوض مع الجانب الفلسطيني".