القاهرة ـ أكرم علي
شارك إيفان سوركوش؛ سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، الاثنين، في افتتاح محطة فرز وتعبئة الحاصلات الزراعية، في قرية البرنسات في محافظة المنيا، والتي تعد من إنجازات مشروع "ربط صغار المزارعين بالتنمية"، الذي تنفذه الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، بتمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال الاتحاد العام لمصدري الحاصلات البستانية.
وحضر الافتتاح اللواء عصام البديوي؛ محافظ المنيا، وقيادات وزارة الزراعة ووزارة التضامن الاجتماعي، والمزارعين المستفيدين من المشروع. وقال السفير سوركوش إن الاتحاد الأوروبي معني بالإسهام في التنمية في مصر؛ ويأتي مشروع "ربط صغار المزارعين بالتنمية"، في إطار برنامج أشمل، لدعم التنمية الريفية والذي موّله الاتحاد الأوروبي، بنحو 8.4 مليون يورو على مدى الأربعة أعوام الماضية.
وأضاف أنه كجزء من أنشطة هذا البرنامج، تم التوقيع على عقود بمنح مع سبع منظمات إنمائية تعمل في محافظتي المنيا والفيوم؛ وتعتبر الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية واحدة منهم. ونوّه إلى أن 16 ألف مزارع تمكنوا خلال الأربعة أعوام الماضية من الحصول على تقنيات ومعلومات جديدة لتحسين إنتاجهم، وزيادة دخلهم ودخل أُسرهم.
وأشاد، في هذا الإطار، بجهود وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والاتحاد العام لمنتجي ومُصدري الحاصلات البستانية، لافتًا إلى كونهما القوة الدافعة، وراء برنامج دعم التنمية الريفية الذي يموله الاتحاد الأوروبي. وتطرق السفير إيفان سوركوش إلى قطاع الزراعة في مصر، مشيرًا إلى أنه لا يزال يمثل حوالي 14% من إجمالي الإنتاج المحلي، و18% من إجمالي الصادرات. وأضاف أنه يسهم في خلق فرص عمل لحوالي ربع عدد السكان، فضلا عن كونه مصدرا رئيسيا للدخل، لأكثر من نصف عدد السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية.
وأشار إلى أن القطاع يواجه تحديات كبيرة مثل تناقص الموارد الطبيعية، وصعوبة الحصول على المياه، وهجرة سكان المناطق الريفية، وتغير المناخ، مما يتطلب العمل على تحديثه والانتقال نحو تنمية ريفية أكثر استدامة. وأكد أن دعم الاتحاد الأوروبي لتنمية المناطق الريفية في مصر يمتد منذ أكثر من 20 عاما، بإجمالي مساهمات تزيد عن 200 مليون يورو، حيث كان، ولا يزال، شريكا إنمائيا هاما.
وشددّ على أن الدعم الأوروبي لا يقتصر فقط على ذلك الذي يوفره الاتحاد الأوروبي، بل يمتد ليشمل كذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذين يسهمون بشكل كبير ومباشر في مشاريع تحسين الزراعة المصرية من خلال برامج التعاون الخاصة بهم. وأشار إلى أن فرنسا، على سبيل المثال، تعمل على تحسين أنظمة الري ودعم المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة، بينما تنشط ألمانيا وهولندا في ملف إدارة المياه، كما تعمل إيطاليا في العديد من القطاعات الفرعية، مثل المزارع السمكية والأمن الغذائي والإنتاج الحيواني.
وقال السفير سوركوش "إن هذا التكامل الفريد بين الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء هو أحد نقاط قوتنا الرئيسية، وهو أيضا وسيلة لضمان أعلى مستوى ممكن من الفاعلية والكفاءة من خلال التعاون فيما بيننا، فعلى سبيل المثال، يقوم التعاون الإيطالي حاليا بتنفيذ برنامج مشترك للتنمية الريفية يموّله الاتحاد الأوروبي، ويدعم 20 ألف أسرة ريفية، من محافظات المنيا والفيوم ومرسى مطروح".
وأكد في ختام كلمته على تطلعه في أن تسهم محطة فرز وتعبئة الحاصلات الزراعية في تحسين بيع إنتاج المزارعين، وزيادة دخلهم وتحسين ظروف معيشتهم. وأعرب عن تقديره للشراكة المميزة بين كل من الاتحاد الأوروبي ومصر في مختلف القطاعات، وتحديدًا في مجال الزراعة والتنمية الريفية. وكانت محطة فرز وتعبئة الحاصلات الزراعية تهدف إلى رفع جودة وسلامة المنتجات الزراعية، وتحسين كفاءة التسويق في القطاع الزراعي، بما يعود بالفائدة على المستهلك والمنتج.
وقام سفير الاتحاد الأوروبي في مصر بزيارة إحدى المدارس المجتمعية في محافظة المنيا، والتي يستهدفها مشروع "تعزيز إتاحة الفرص التعليمية ومكافحة عمالة الأطفال في مصر" الذي يموّله الاتحاد الأوروبي، بمنحة قدرها 60 مليون يورو، وينفذه برنامج الأغذية العالمي في 16 محافظة.
وتحدث السفير خلال الزيارة مع المعلمين وأهالي الطلاب والطالبات للتعرف على رؤيتهم للمشروع والتدريبات التي حصلوا عليها وما تم إنجازه. وقال السفير سوركوش إن الاتحاد الأوروبي يضم جهوده، من خلال هذا البرنامج، مع مختلف الأطراف لمجابهة القضايا الأكثر إلحاحا، التي تواجه الأطفال في العائلات ذات الدخل المنخفض؛ مثل سوء التغذية، والحصول على تعليم، وعمالة الأطفال.