القاهرة- إسلام محمود
تفقد وزير الآثار المصري، الدكتور خالد العناني، ووزير خارجية إيطاليا، أينزو مورافو، مساء الأحد، معرض الآثار المؤقت لنتائج أعمال البعثات الأثرية الإيطالية العاملة في مصر، والذي ينظمة المتحف المصري بالتحرير، وذلك في أثناء زيارتهما للمتحف، وقال إن هذه الزيارة تعكس مدى الترابط القوي الذي يجمع البلدين في كثير من القطاعات المختلقة، مضيفًا أن وزير الخارجية الإيطالي ساعد كثيرًا بفضل علاقاته في عودة الآثار المستردة من إيطاليا لمصر نهاية يونيو الماضي، لذلك قمنا بإعطائة نموذج من مركب الشمس تكريما من الوزارة لمجهودته.
وقالت رئيس قطاع المتاحف المصرية، إلهام صلاح، إن المعرض يسلط الضوء على أهم القطع الأثرية التي قامت باكتشافها البعثات الأثرية الإيطالية في مصر ومعظمها يتم عرضها لأول مرة، حيث تعمل في مصر أكثر من 20 بعثة إيطالية أثرية، تحت إشراف وزارة الآثار وبتمويل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، وتعمل هذه البعثات في العديد من الأماكن الأثرية المختلفة في وادي الصحراء الشرقية، إلى الدلتا وصولًا إلى أسوان والبحر المتوسط.
وأضافت صلاح، أن المعرض يضم 180 قطعة أثرية، أهمهم البرديات الملقبة ببردية "جبلين"، وهي تعرض للجمهور للمرة الأولى، واكتشفتها بعثة المتحف المصري – تورين، وتعد من أقدم البرديات التي عثر عليها وهي تحمل نصًا إداريًا يعود لعصرالدولة القديمة، وقد تم ترميمها في القرن الماضي في المتحف المصري بتورينو وإعادتها بعد ذلك لمصر حيث قام بترميمها مرة أخرى كورادو بازيلي، مدير معهد البرديات بسيراكوزا، عام 2005 الذي أسس معمل ترميم البرديات بالمتحف المصري بالتحرير، وتم تمويله من قبل وزارة الخارجية الإيطالية حينها.
وأشارت رئيس قطاع المتاحف، إلى أن من القطع الشهيرة للاكتشافات الإيطاليه هو تمثال الملك مرنبتاح "الأسرة التاسعة عشر" الموجود بمدخل حديقة المتحف وهو من أول القطع التي يراها الزائرون عند دخولهم للمتحف.
ومن جانبها، أبرزت مدير عام المتحف المصري في التحرير، صباح عبدالرازق، أن المعرض يضم أيضًا كنزًا من العملات الذهبية قامت باكتشافه بعثة معهد البرديات"G.Vitelli " – فلورنسا بمدينة أنتينوبوليس "الشيخ عبادة" بالقرب من محافظة المنيا ويشاهده الزوار للمرة الأولى أيضًا، بالإضافة إلى مصباح إضاءة نادر ذو تصميم فريد يأتي من مقبرة كبير العمال وكبير مهندسي البلاط الملكي "كا" وزوجته "ميريت" بدير المدينة "مقبرة رقم TT8 – الأقصر البر الغربي"، وتعود المقبرة لعصر حكم الملك أمنحتب الثالث "1388 – 1351 ق.م"، ومن سقارة يتم عرض رداء جنائزي قامت باكتشافه إيدا بريشاني، من جامعة بيزا الإيطالية، بمنطقة سقارة ويحمل رسم للإله أوزوريس وهو يحيط به ثعبان وعلى جانبيه كل من إيزيس ونفتيس لحمايته. كما يوجد بالمعرض قطعًا أخرى من النسيج تعود للعصر القبطي قامت باكتشافها البعثة الإيطالية بأنتينوبوليس، معهد البرديات "G.Vitelli" – فلورنسا.
ولفتت عبدالرازق، إلى أنه يتم عرض للمرة الأولى أيضًا لوحة تذكارية صغيرة قامت باكتشافها بعثة جامعة نابولي للدراسات الشرقية، وتعود أهميته التاريخية أنه يؤرخ إلى عصر البعثات التجارية المصرية لمدينة بونت، ويعود تاريخ هذه اللوحة إلى عصر الدولة الوسطى "عصر الملك أمنمحات الثالث ، 1786- 1831 "، ويذكر أنه تم اكتشافها بمنطقة مرسى جواسيس بالبحر الأحمر، حيث كان الميناء الفرعوني القديم الذي أبحرت منه البعثات التجارية في عهد الفراعنة.
ومن جانبها، كشفت مدير معهد الآثار الإيطالي في مصر، جوزيبيني كابريوتي، أن أول بعثه آثار أجنبية لمصر كانت بعثة إيطالية – فرنسية مشتركة لكل من إيبوليتو روسيليني عالم المصريات الشهير، وجان فرنسوا شامبليون عالم الآثار الفرنسي، الذي قام بفك رموز اللغة الهيروغليفية، وخلال القرنين الماضيين، قامت البعثات الآثرية الإيطالية باكتشاف الكثير من الآثار في مصر، معتمدة في عملها على استخدام أحدث الطرق والوسائل العلمية المتقدمة في مجال التكنولوجيا التى تساهم في الحفاظ وصيانة التراث الحضاري المصري، مستعينه بالعديد من الأثريين والمرممين المصرين، بالتعاون مع وزارة الآثار.
وفي نهاية الزيارة، أهدى العناني، وزير خارجية إيطاليا، مستنسخ من الخشب لمركب، وحرص "مورافو"، على التقاط بعض الصور التذكارية للقطع الأثرية من مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، وخاصة كرسي العرش ومنصته الذهبية.