الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن تغير المناخ وتزايد الطلب على الموارد المائية المحدودة من قطاعي الزراعة والصناعة ومن المدن، وزيادة التلوث في كثير من المناطق، كلها عوامل تساهم في التعجيل بحدوث أزمة مياه لا سبيل لمواجهتها، دون وضع خطط وسياسات شمولية تشترك فيها مختلف القطاعات على كلٍ من الصعيد الدولي والإقليمي والعالمي.

وذكر بان كي مون، خلال رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمياه، عبر المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، أن هذا العام يسلط الضوء على ما للمياه من دور أساسي ومتشعب، على خلفية استعداد الأمم المتحدة لاعتماد خطة جديدة للتنمية المستدامة لما بعد العام 2015 في أيلول/سبتمبر.

وأكد أن العالم يعتمد على المياه من أجل ضمان الصحة العامة وتحقيق التقدم العادل، ولا غنى لنا عنها لتأمين الغذاء والطاقة، كما تشكل الأساس الذي يتوقف عليه سير مختلف القطاعات الصناعي.

وأشار إلى أن الأكثر إلحاحًا في هذا الصدد مسألة الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي.

وعلى الرغم من التقدم الذي أُحرز في إطار الأهداف الإنمائية للألفية المعتمدة العام 2000، لا يزال نحو 750 مليون شخص، أي أكثر من شخص واحد من كل 10 أشخاص من سكان العالم، محرومون من إمدادات المياه المحسّنة.

وتتأثر النساء والأطفال بوجه خاص من هذا النقص ليس فقط بالنظر إلى ما يخلّفه من أضرار صحية في صفوف هاتين الفئتين، وإنما بالنظر أيضًا إلى عدد الساعات التي تُنفق هباء في عملية جمع المياه وما يحفّ هذه العملية من أخطار في بعض الأحيان.

وشدد بان كي مون على أن الإحصاءات المتعلقة بمجال الصرف الصحي فتبعث على قدر أكبر من القلق؛ إذ لا يزال نحو 2.5 بليون شخص يعيشون دون خدمات الصرف الصحي المحسنة، ويلجأ بليون شخص إلى ممارسة التغوط في العراء، مما يجعل الغاية المتعلقة بالصرف الصحي أقل الغايات نجاحًا في سياق الأهداف الإنمائية للألفية.

وأضاف: "لن يكون بوسعنا إيجاد عالم يتمتع فيه الجميع بالكرامة والصحة والازدهار ما لم نعجِّل بالاستجابة لهذه الحاجة الملحة، تغير المناخ خطر يهدد مستقبلنا المستدام، ولذلك تعمل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جاهدة للتوصل إلى اتفاق عالمي هادف بشأن المناخ في كانون الأول/ديسمبر المقبل في باريس، وسيتعين على مدى السنوات المقبلة خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بدرجة ملحوظة من أجل تلافي أسوأ الآثار المترتبة على تغير المناخ، ومنها تغير أنماط الطقس وخطر ندرة المياه في أجزاء واسعة من العالم.

ودعا مون إلى "التصدي للتحديات العديدة المتعلقة بالمياه، ما يتطلب أن تعمل بروح من التعاون الملحّ وأن نتقبّل الأفكار الجديدة والابتكارات، ونكون على استعداد لتبادل الحلول التي نحتاجها جميعًا من أجل مستقبل مستدام، فذلك سبيلنا الوحيد صوب القضاء على الفقر والنهوض بالرخاء والرفاه في العالم وحماية البيئة والصمود في مواجهة خطر تغير المناخ".