أعمال الدجالين والمشعوذين

رغم عدم شفاء المترددين على الدجالين والمشعوذين وتدهور أحوالهم الصحية والمرضية فإن الناس تستمر في التردد على هؤلاء "المشعوذين"، لتزداد الحالات التي تمارس عليها طقوس "الزار والتعويذات"، يوميا، وهو ما ينتج عنه عدد من الجرائم، الناتجة عن تنفيذ ما يسمى بـ"أوامر الأسياد".

ففي أشهر حوادث "جرائم الأسياد"، سحبت فتاتان أمهما إلى حمام الشقة، وجردتاها من ملابسها وطرحتاها أرضا، ثم أخذا في القفز في الهواء والسقوط عليها بأقدامهما لمدة ساعة، حتى لفظت الأم أنفاسها الأخيرة، وأمام النيابة قالتا إنهما "ينفذان أوامر الأسياد لإخراج الجن من جسد الأم"، حسب أرشيف الصحافة "جرائم الدجل والشعوذة" المنشور بجريدة الوفد عام 1999.

وتابعت "الوفد": "في المنيا شكى رجل من زيادة بكاء ابنته "شيماء" لأحد المشعوذين فأعطاه كوبا داخله ماء وطلب منه أن تشربه، فإذا لم تتوقف عن البكاء عليه ضربها، لأن الجان لبسوا جسدها ومكان الجان كان داخل رأسها ولم يكذب الأب وهو فلاح بسيط، فأعطاها كوب الماء فلم تتوقف عن البكاء، فأحضر قطعة خشبية وأخذ يضربها فوق رأسها الصغير، ولم تتحمل الفتاة الضربات، فلقيت مصرعها على الفور"، وكطريقة جديدة للعلاج استخدم الجدالين "جريد النخيل"، ففي بيت قديم ببولاق الدكرور كان يعيش الأب العجوز المصاب بالاكتئاب النفسي، وبعد أن يأس نجله من علاجه، نصحه أحد أصدقائه بعرض والده على أحد المعالجين بالشعوذة المشهورين.

وتوجه الابن إلى المشعوذ ليقرأ الأخير بعض التعاويذ غير المفهومة ثم أخبره أن داخل والده جان، ويحتاج إلى بعض "جريد النخل" الأخضر وشخص آخر من أقارب العجوز، ووضع المشعوذ العجوز في غرفة مظلمة خلع فيها ملابسه، وانهال الشيخ على جسد العجوز بالضرب حتى يخرج منه الجان واشترك معه الابن وابن العم، مستخدما "الجريد الأخضر"، دون اعتبار لآلام وصراخ الرجل، حتى انقطع النفس، وقتها أعلن الشيخ أن الجان خرج من جسد العجوز ثم أمرهم بإضاءة الغرفة لكي يرون العجوز على حالته الطبيعية، ولكنهم فوجئوا بالعجوز أصبح جثة هامدة.

وتوجهت سيدة لأحد المشعوذين يُدعى "علاء الدين"، تشكو له مرض نفسي أصابها، وشخّص المشعوذ الحالة بأنه مسها جان ويجب إخراجه من جسدها فورا، وذهب معها إلى منزلها وانهال عليها ضربا بعصا خشبية بقسوة حتى فارقت الحياة.

ولم تقتصر "جرائم المشعوذين" على الآخرين، بل امتدت لعنتها لتشملهم، فبعضهم فقد حياته على أيدي المرضى وأعوانهم أو أقربائهم بسبب ما يسببونه لهم من أضرار جراء أعمال السحر والدجل والشعوذة، فقد طعن جزار "مشعوذا" 300 طعنة، بعدما اكتشف أن المشعوذ أقام علاقة غير شرعية مع زوجته، وتحصل منها على 10 آلاف جنيه، بزعم قدرته على استخدام السحر في علاجها من بعض الأمراض.

وذبح شاب والده المشعوذ، لأن الأب الضحية كان يمارس أعمال السحر والاتصال بالجان، وقرر الابن أنه ضاق ذرعا بـ"العفاريت التي كان يسلطها عليها الأب، وتزعجه في حياته وتمنعه من النوم، وتنغص عليه عيشته"، وقال الشاب إن "والده رفض مرارا رجاءه بإبعاد العفاريت عنه، فلم يجد حلا غير ذبحه للتخلص من شروره".

ولم تتوقف جرائم الدجالين عند القتل، فهناك بعض "الدجالين" ارتكبوا جرائم أخرى، ففي نزلة السمان تسبب مشعوذ في إصابة كهربائي بالعمى، بعدما أقنعه بقدرته الفائقة على تسخير ثلاثة من الجان الأطباء لعلاجه، وقال المشعوذ إن "الجان طالبه بإجراء عملية جراحية في عينيه، وأعطى المشعوذ الكهربائي حقنة أفقدته الوعي ثم أعطاه بعض الأدوية غير معلومة المصدر لعدة أيام، واكتشف بعذ ذلك أنه أصيب بالعمى".

374 خرافة
وفي مسح ميداني للمركز القومي للبحوث الاجتماعية، تحت عنوان "الاتجاهات نحو الخرافات"، أجراه على 2102 فرد تبين أن هناك من يؤمن بـ374 خرافة متنوعة، وتصل نسبة الإيمان بالخرافة بين ذكور الطبقة الوسطى إلى 24%، وبالطبع ترتفع النسبة بين الإناث إلى 39%، وفي الريف تصل النسبة إلى 73%.