أسيوط ـ مصر اليوم
ما بين الحسرة والمطالبة بالقصاص من الجناة، يعيش أهالي ضحايا حادث سيارة أبنوب، منذ ليلة أمس وحتى الآن، لم تهدأ قلوبهم المكلومة، ولم تجف الدموع بعد على صغار كانوا يتنقلون أمام أعين الجميع تلهوا معه الحياة، قبل أن يلقوا مصرعهم دهسًا، بعد أن صدمتهم سيارة ملاكي يقودها طفل.
سيد، عم الطفل الضحية محمد أحمد محمد عبدالناصر، قال إن الطفل الضحية كان يجلس معه كل يوم ويساعده في فرش محل اللعب خاصته، وإنه قبيل الحادث مباشرة، قال له: "يا عمي سيد أنا هروح لأمي أديها 60 جنيه محوشهم عشان أشترى سماعة بعد ما أقفل معاك الفرش قبل الحظر".
أضاف عم الضحية، لمصراوي، أن ابن شقيقه يعود معه إلى المنزل كل يوم إذ يقوم بإعالته، بعد رحيل أبيه المتوفي منذ 6 سنوات "يوم الحادثة سألت عليه فين محمد؟ قالولي راح لوالدته عشان يعطيها الفلوس اللي حوشها، فدخلت أنام وبعدها أخوه الصغير مصطفى جه يعيط وقالي الحق يا عمي أخويا خبطته عربية، روحت بسرعة على المستشفى لقيته أتوفي شلته بإيدي ورحت دفنته".
باكيًا قال العم: "يرضي ربنا الطفل بدل ما أروح أجيب له لبس العيد أروح أجيبه من المستشفى بكفن"، مسترسلاً: "هل ده يرضي ربنا، أنا عاوز حق ابن أخويا، وحسبي الله ونعم الوكيل".
محمد فصيل، الذي فقد صغيريه كريم وعبدالرحمن وابن شقيقه الطفل أسامة نصر، في هذ الحادث الأليم، قال: "الأطفال الأربعة جميعهم عيالي مش اثنين بس، لأن الطفل الرابع ابن زوجتي السابقة، وكنت أربيه مع أطفالي".
وأضاف فيصل أن ابنه "كريم" طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، طالب بالصف الأول بالمعهد الديني، و"عبدالرحمن" طالب أيضًا في الصف الثاني الابتدائي بالمعهد، مطالبًا بالقصاص العادل لأطفاله من الجاني.
وسرد محمد تفاصيل يوم الحادث قائلاً: "كريم كان يركب معايا الموتوسيكل، ويطبطب عليا لما يلاقيني زعلان، وعبدالرحمن كان كل يوم يقولي أنت حبيبي يا بابا، عيالي كانوا في المعهد نفسهم يحفظوا القرآن".
وأضاف: "يوم الحادث فطرنا بعد صلاة المغرب، وتوجهنا لشراء طلباتي وطلبات أولادي من أحد محال السوبر ماركت أمام منزلي كما اعتدنا بعد خلق محلي، قبل أن نذهب بعدها للصلاة، وتوصيل ابن زوجتي السابقة لمنزله".
بعد صلاة المغرب، كان الطريق خاليًا، كما يحكي والد الطفلين الضحايا، الذي أضاف: "كنت أشتري لهم الطلبات أمام المحل، قبل أن تأتي السيارة مسرعة وتقذفهم بعيدًا".
حاول الأب التماسك وحبس دموعه لاستكمال الحديث، ثم قال: "جريت على العيال وروحت بيهم المستشفى وهدومي كلها دم الأطفال ولقيتهم قطعوا النفس ومن سرعة العربية عمود النور أتقطم نصين، وركبوا عمود غيره على غير العادة".
اختتم الأب المكلوم حديثه: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي معندهمش ضمير، أنا مش عاوز غير حق الأربع أطفال الأبرياء لأن كنوذ الدنيا لا تعوض الأطفال".
السيدة عبير، طليقة محمد فصيل، قالت إن أبناء زوجها السابق كانوا معها رفقة ابنها في مسكنها، حيث تناولوا الإفطار، قبل أن يرحلوا مع طليقها، مضيفةً: "خلاص مش هشوفهم تاني".
وتحكي السيدة عبير أنها تلقت اتصالاً من والدتها، تخبرها بـ"حاجة في الشارع؟"، مضيفةً أنها ركضت إلى الشارع، فوجدت الأطفال على الأرض والدماء تسيل منهم.
تتذكر السيدة: "قالوا لي ولدك مات شوفنا الحادثة على النت والعربية بتدهس العيال لازم الطفل اللي كان سايق يتعاقب... زي ما شوفت عيالي في ثلاجة الموتى لازم أجيب حق عيالي، الأربعة كانوا معاي فجأة ألاقيهم في الثلاجة بعد ما كانوا فاطرين معايا".
من جانبه، قال مصطفى صادق شوقي، محامي أسرة الضحايا الأربعة، إن تحقيقات النيابة العامة وجهت تهم الإهمال والاستهتار والرعونة والقيادة دون رخصة قيادة للمتهم، لأنه طفل لا يتعدي سن 14 عامًا، وأيضًا ستوجه هذه الاتهامات لوالد الطفل المتهم باعتباره ولي أمر أهمل في رعاية الطفل.
واختتم المحامي حديثه: "ما رأيته في الحادث هو استهتار بالآخرين، عندما يقود طفل سيارة بسرعة تتعدي الـ120 كيلومترًا، فكيف يتحكم في قيادة السيارة.
وأمرت نيابة أبنوب في أسيوط، السبت، بحبس الطفل المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق في اتهامه بدهس 4 أطفال بسيارة ملاكي، ما أدى إلى مصرعهم. واستمعت النيابة العامة إلى أقول المتهم "أحمد. ص - 15 عامًا"، وطلب تحريات مباحث مركز أبنوب حول الحادث وتفاصيله.
قد يهمك أيضًا:
محافظ أسيوط يؤكد استمرار فعاليات الليالي الرمضانية بقصور الثقافة
محافظ أسيوط يعزي أسرة شهيد "حادث العريش" أبانوب مرزوق في منفلوط