عصابة

أغلق "رضا" شركة الملابس التي يمتلكها بالطابق الأرضي من العقار رقم 6 في شارع صقلية في مدينة نصر، مساء الثلاثاء الماضي، في تمام الساعة التاسعة كعادته، واستقل سيارته متجها لمنزله، قبل أن يغير مساره بعد نصف ساعة فقط ويعود إدراجه مسرعا لتلقيه اتصالا هاتفيًا الحج فتحي سليمان، عضو اتحاد ملاك العقار: "تعالى بسرعه الباشمهندس حماد المشد اتقتل". بينما كان "رضا" يغلق شركته، كان "فاروق ح."، (32 سنة)، حارس العمارة المطرود قبل أسبوع واحد، يقف برفقة 4 من أقاربه أحضرهم من الفيوم، على بعد 100 متر من العقار، ينتظرون خروجه لتنفيذ الخطة التي دبرها الأول لـ"سرقة شقة مهندس الديكور "حماد المشد" بالطابق السابع والتخلص منه إن لزم الأمر". البواب استغل معرفته بعادات السكان

وكان "رضا" العقبة الوحيدة لذا كان عليه الانتظار حتى يغلق شركته، وبعدها لن يعرقله شيء فالضحية التي خطط لسرقتها، غير قادر على المقاومة أو الاستغاثة حيث أنه يبلغ من العمر 73 عامًا، وكذلك زوجته "مدام هاجر"، 75 عامًا، ويعيشان بمفردهما. مهندس الديكوروزوجته لم يحتاج "فاروق" وأقاربه أكثر من نصف ساعة لتنفيذ جريمتهم التي انتهت بقتل "حماد".

وتقول المهندسة "هاجر محمد"، زوجة المجني عليها في أقوالها للشرطة: فوجئت وزوجي بثلاثة أشخاص يقتحمون الشقة عقب طرقهم الباب، وكان أحدهم يمسك سلاحاً أبيض، ودفعوا زوجي للداخل، وأوثقوا يديه وقدميه بالحبال، ووضعوا شريطاً لاصقا على وجهه بالكامل، وفتشوا الشقة للبحث عن أموال لكنهم لم يعثروا على أي شيء، فسرقوا 3 هواتف محمولة ولاذوا بالهرب لأكتشف بعد مغادرتهم أن زوجي قُتل. صرخت هاجر مستغيثة بالجيران

وكشف الحاج فتحي سليمان صديق وجار الضحية : "أنا ساكن في الدور الرابع هنا، وكنت بسمع التلفزيون، سمعت صراخ طلعت أنا وأولادي في الأسانسير في الوقت ده كان فيه ناس نازله جري على السلم، وأول ما وصلنا شقة الباشمهندس حماد، لقينا جثته على الأرض، ومربوط في ايده وعلى وجهه شريط لاصق". "أبلغنا الشرطة، وعندما حضرت تولت المعاينة والتحريات ووعدت بالقبض على القاتل".. أوضح صديق الضحية مضيفاً: "لم نكن نعرف القاتل حتى تم ضبطه بعد 48 ساعة من تنفيذ جريمته". يفتح الحاج فتحي، الذي التقينا به بعد وقوفنا فترة طويلة أمام العمارة، الباب بعد أن استعلم على بياناتنا وطالبنا بإظهار الهوية، قائلا: "يابني متأخذنيش من يوم الحادثة والدنيا هنا ملبشة".

وعندما سألناه عن إمكانية الصعود لمقابلة زوجة المجني عليه، أعطانا رقم هاتف مدام هاجر، وعندما طلبتها للاستئذان في مقابلتها رفضت قائلة: "ربنا يصبرني.. خلاص مفيش عزيز بقى تاني.. مات السند اللي كان بيوديني للدكتور ويراعيني ويشوف طلباتي.. مش هقدر أتكلم دلوقتي وهبقى اكلمك في يوم تاني.. ربنا يتولانا بعده". عاد الحاج فتحي ليتذكر صديقه الضحية، قائلا: "كان عشرة عمري وصديقي، كنا مع بعض في السعودية وبنينا العمارة دي سوا وساكنين فيها من أكثر من 20 سنة"، قبل أن يستدرك قائلاً: "الدنيا معدش فيها أمان"، وأثنى على دور المباحث قائلاً: "ربنا يبارك لهم وعدونا بضبط المتهمين قبل إقامة العزاء يوم الخميس وفعلاً وفوا بوعدهم
".
ورفض التحدث قائلاً: "سيبونا في حالنا، ياريت تعاقبوا المتهمين وتعدموهم". "فاروق البواب هو المتهم من أول ما مسك هنا وانا بقول انه مش مظبوط الواد ده، لأن كل مكان يروح له يعمل فيه مشكلة وسمعته مش كويسة".. قالها المهندس "ر" أحد جيران المتهم طالباً عدم نشر اسمه لحساسية العلاقة مع نجل المجني عليه، ووجود خلافات عائلية بينهم.

ليضيف بعدها: "كانت كل حاجة ماشية تمام هنا، والجيران كلهم رجعوا من شغلهم وصاحب الشركة في الدور الأرضي معانا قفل ومشي، ثم سمعنا صراخ وعويل وحينما صعدنا اكتشفنا أن الباشمهندس اتقتل". مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول، تحولت لخلية نحل فور تلقيها بلاغاً بمقتل حماد المشد. وخلال ساعات كشفت تحريات العميد محمود هندي رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، أن المتهمين بارتكاب الواقعة هم "فاروق ح."، (32 سنة، حارس العقار المطرود قبل الواقعة بأسبوع واحد فقط، و4 من أقاربه. وألقى فريق أمني قادة المقدم وائل غانم رئيس المباحث والعقيد عمرو إبراهيم مفتش المباحث، القبض على المتهم وشركاؤه، "زوج شقيقته "محمود ع ع"، 32 سنة، حارس عقار، و"محمود س ع"، 26 سنة، بدون عمل، و"محمد ا س"، 33 سنة، عاطل، و"حمادة ع م"، 27 سنة، عاطل وكلهم مقيمين بالفيوم. وقال حارس العقار "المتهم الرئيسي"، أمام مدير مباحث القاهرة اللواء محمد منصور، إنه أعتقد أن المجني عليه يحتفظ بمبالغ ومشغولات ذهبية بمسكنة فخطط مع باقي المتهمين لاستغلال كبر سن المجني عليه وزوجته وإقامتهما بمفردهما لسرقتهما بالإكراه.

وأضاف المتهم أنه خطط لارتكاب الجريمة، وخوفاً من انكشاف أمره، انتظر باقي المتهمين بالخارج، تحرر محضر بالواقعة، أحاله مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال إلى النيابة العامة التي تولت التحقيقات وقررت حبس المتهمين