القاهرة - مصر اليوم
عانى راغبي السفر إلى الدول الخليجية، منذ عهود طويلة، من تحليل الأجسام المضادة "فيروس سي"، لأن بعض الدول العربية كانت لا تعترف بتحليل "بي سي أر" كمستند للشفاء.
وحسب ما ذكرت وسائل الإعلام، فأنه خلال اجتماع وزراء الصحة العرب، اعتمد المجلس المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة"، كتجربة ناجحة يمكن للدول العربية الاسترشاد بها،كما تم التأكيد على متابعة اعتماد تحليل «بي سي أر» كمعيار للراغبين في العمل بدول الخليج بدلاً من الأجسام المضادة
ويأتي ذلك في إطار حرص مصر، على مشاركة وزراء الصحة العرب لتجارب البلدان العربية الناجحة، ومناقشة التحديات المشتركة في القطاع الصحي، وكيفية التغلب عليها، مع تجديد التزام الوزراء العرب تجاه الشعوب العربية في تقديم رعاية صحية تليق بهم.
وأوضح المشاركون أن الدول العربية تسعى إلى توحيد التشريعات الصحية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين، مع تقديم المستوى المأمول من الرعاية الصحية.
وقالت هالة زايد، وزيرة الصحة، إن الدولة المصرية اعتمدت نظام للتأمين الصحي الشامل، وتم إصدار قانون بهذا الشأن خلال العام الماضي، وهو القانون الذي تمت صياغته بمراعاته لمعايير، وأطر الحكومة، والفصل بين سلطات تقديم الخدمة، وتمويلها، والرقابة عليها.
وأوضحت وزيرة الصحة، أن اجتماع "الوزراء العرب"، فرصة لتعميم مبدأ التغطية الصحية الشاملة، بتقديم نظام إلزامي يطبق على جميع أفراد المجتمع، وتكافلي يغطي جميع أفراد الأسرة، وقائم على التكافل بين الغني والفقير، والذي يتمتع بصحة جيدة، ومن يعاني من الأمراض، وهي الملامح الرئيسية لـ"التأمين الصحي الشامل" في مصر.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أن أنماط الأمراض في الدول العربية تتغير، وتظل الأمراض غير السارية كالسكر، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، أحد أهم الأمراض التي تؤدي لارتفاع معدلات الوفيات في السنوات الأخيرة، والتي تعتبر مسئولة عن أكثر من 80% من إجمالي الوفيات، وتسببها في المضاعفات الصحية الخطيرة التي انتشرت في مختلف الفئات العمرية نزولًا لفئة الشباب، بالإضافة لزيادة حجم الإنفاق الصحي لزيادة أعداد المصابين، وانخفاض المعدلات العمرية لهم.
وبيّنت أن مصر تنفذ مسح طبي شامل للكشف عن "فيروس سي، وقياس نسبة السكر بالدم، وقياس ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ويتم تقديم خدمات التقييم والعلاج للمصابين عبر أكثر من 200 مركزًا على مستوى الجمهورية بالمجان، ولجميع المواطنين المصريين، مضيفة: "ولعل أسباب نجاح الحملة هو تضافر جميع الجهات المعنية، فمصانع الدواء قامت بتصنيع العقار بكفاءة وفعالية، وتوفير جرعات العلاج اللازمة للمصابين، إلى أن تم شفاؤهم".
وأضافت وزيرة الصحة، "إن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي، يتطلب تكاتفنا جميعًا من أجل الحفاظ ليس فقط على مصالح دولنا، بل على تماسك مجتمعاتنا، ووحدة شعوبنا، وحق أبنائها في التطلع إلى التغطية الصحية"، مؤكدة على أهمية تعزيز الحوار، والتنسيق فيما بين وزراء الصحة العرب بصورة جماعية، تدعيمًا لقنوات التواصل القائمة بالفعل على المستوى الثنائي، "أملًا في الوصول لرؤية وتصور مشترك للشمول الصحي لشعوبنا، ولكيفية التعامل مع التحديات المتصاعدة، التي باتت تهدد دولنا، ومنطقتنا على اتساعها، وبعدما صار التغلب على تلك التحديات بجهود فردية أمر يصعب تحقيقه".
وتابعت: "كل بلد في منقطتنا لديها شيء لتقديمه، ليس فقط دعم مادي، بل قد يكون ابتكارًا تكنولوجيًا، أو موارد بشرية، فبلادنا لديها الكثير لتتقاسمه مع بعضها البعض، ومع العالم من أجل تحقيق الصحة للجميع"، وأشارت، "وعلى الرغم من إقرارنا جميعًا بأنه لا توجد حلول سحرية، لتجاوز تلك التحديات، إلا أن علينا استشراف بعض الخطوط العريضة كمفتاح للحل".
واعتمد المجلس، تجربة مصر في مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "100 مليون صحة"، كتجربة ناجحة يمكن للدول العربية الاسترشاد بها، كما أكدت وزيرة الصحة على تكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، بمتابعة تنفيذ اعتمد تحليل "بي سي ار"، كمعيار لتحديد تواجد "فيروس سي" في أجساد القادمين للعمل بدول الخليج، بدلًا من تحليل الأجسام المضادة، بما يفتح الباب أمام المتعافين من الفيروس من السفر للعمل هناك، وزيادة تحويلات المصريين في الخارج.
قد يهمك أيضاً :
الرئيس السيسي يوافق على تعديل اتفاقية منحة مساعدة بين مصر وأميركا